والقبايح أجمع عن الله تعالى وهاذان القسمان أولهما ما كفله العاقل.
وأما أمرهم الله بفعله فثلاثة أقسام قسم على أبدانهم كالصلاة والصوم،وقسم في أموالهم كالزكاة والكفارات وقسم على أموالهم وأبدانهم معا
كالحج والجهاد.
وأما ما أمرهم بالكف عنه فثلاثة أقسام فقسم لإحياء أنفسهم كنهيه عن
القتل وأكل الخبائث والسموم وما يؤدي إلى إفساد أبدانهم وأديانهم وقسم
لأفعالهم وصلاح ذات بينهم كنهيه الله تعالى عن الغضب والظلم والبغض
وما أشبه ذلك وقسم لحفظ أنسابهم وتعظيم محارمهم كنهيه الله تعالى عن
الزنا وتحريم ذوات المحارم.
مسألة
[ كيفية أخذ المتعبد به ]
والتعبد مأخوذ من عقل متبوع وشرع مسموع فالعقل متبوع فيما لا
ينفع منه الشرع والشرع مسموع ما لم يمنع من العقل لأن الشرع لا يرد بما
يمنع منه العقل والعقل يتبع فيما لا يمنع منه الشرع، وكذلك توجه التكليف
إلى كل من كمل عقله والأحكام العقلية لا تكون أصولا للأحكام الشرعية
ولا تشبه الأحكام الشرعية الأحكام العقلية.
مسألة
[ هل الكفار مخاطبون بالعبادات ]
اختلف المسلمون في الكفار هل خوطبوا بالعبادات والأحكام كأهل الإسلام أم مخاطبون أولا بأصل الإيمان فقط على وجهين أحدهما لم
يخاطبوا سوى بأصل الإيمان فإذا دخلوا في ذلك خوطبوا حينئذ بسائر
العبادات وقال آخرون بل خوطبوا بجميع ذلك من صلاة وصوم وما
أشبههما ومعاقبون على تركه ولكن يكون فعلهم على ترتيب أنظر إلى قوله
تعالى : { فويل للمشركين الذين لا يؤتون الزكاة } (1).
وأما المرتد(2)
__________
(1) 1- سورة فصلت آية 7 .
(2) 2- المرتد : من الارتداد - الرجوع. وعند الفقهاء : إجراء كلمة الكفر على اللسان
بعد وجود الإيمان. بدائع الصنائع للكاشافي 7 / 134 .
وفي شرح النيل : هو المكلف الذي يرجع عن الإسلام طوعا، أما طوعا بالتصريح
بالكفر وأما بلفظ يقتضيه أو فعل يتضمنه - شرح النيل وشفاء العليل 17/597 .
পৃষ্ঠা ১৯