كنز الفوائد
كنز الفوائد
في الاستطاعة فتعلمنا ما نرى عليه رايك وراي آبائك فانكم ذرية بعضها من بعض من علم الله علمتم وهو الشاهد عليكم وانتم شهداء على الناس والسلام فاجابه الحسن بن علي صلوات الله عليهما من الحسن بن علي الى الحسن البصري أما بعد فقد انتهى الي كتابك عند حيرتك وحيرة من زعمت من امتنا وكيف ترجعون الينا وانتم بالقول دون العمل واعلم انه لو لا ما تناهى الي من حيرتك وحيرة الامة قبلك لامسكت عن الجواب ولكني الناصح ابن الناصح الامين والذي انا عليه انه من لم يؤمن بالقدر خيره وشره فقد كفر ومن حمل المعاصي على الله عزوجل فقد فجر ان الله تعالى لا يطاع باكراه ولا يعصى بغلبة ولم يهمل العباد سدى من المملكة ولكنه عزوجل المالك لما ملكهم والقادر على ما عليه اقدرهم فإن ائتمروا بالطاعة لم يكن الله عز وجل لهم صادا ولا عنها مانعا وائتمروا بالمعصية فشاء سبحانه ان يمن عليهم فيحول بينهم وبينها فعل وان لم يفعل فليس هو حملهم عليها اجبارا ولا الزمهم بها اكراها بل احتجاجه جل ذكره عليهم ان عرفهم وجعل لهم السبيل الى فعل ما دعاهم إليه وترك ما نهاهم عنه ولله الحجة البالغة والسلام (وروى) محمد بن سنان عن داود بن كثير الرقي ان أبا حنيفة قال لابن أبي ليلى مر بنا الى موسى بن جعفر عليهما السلام لنسئله عن افاعيل العباد وذلك في حياة جعفر الصادق عليه السلام وموسى يومئذ غلام فلما صار إليه سلما عليه ثم قالا له اخبرنا عن افاعيل العباد ممن هي فقال لهما ان كانت افاعيل العباد من الله دون خلقه فالله اعلا واعز واعدل من ان يعذب عبيده على فعل نفسه وان كانت من الله ومن خلقه فالله اعلى واعز من ان يعذب عبيده على فعل قد شاركهم فيه وان كانت افاعيل العباد من العباد فإن عذب فبعدله وان غفر فهو أهل التقوى وأهل المغفرة ثم انشا يقول * لم تخل افعالنا اللاتي نذم بها * احدى ثلاث معان حين ناتيها * اما تفرد بارينا بصنعتها * فيسقط الذم عنا حين ننشيها * أو كان يشركنا فيها فيلحقه * ما سوف يلحقنا من لائم فيها * أو لم يكن لالهي في جنايتها * ذنب فما الذنب الا ذنب جانيها * (كلام الصادق لزراره) ومما حفظ عن الصادق عليه السلام في ذلك قوله لزرارة بن اعين يا زرارة اعطيك جملة في القضاء والقدر قال له زرارة نعم جعلت فداك قال إذا كان يوم القيامة وجمع الله الخلائق سئلهم عما عهد إليهم ولم يسئلهم عما قضى عليهم (فصل) من كلام أمير المؤمنين عليه السلام وآدابه وحكمه * لا راي لمن انفرد برايه * ما عطب من استشار من شاور ذوي الالباب * دل على الصواب النصح لمن قبله * راى الشيخ احب الي من حيلة الشاب * رب واثق خجل اللجاجة * تسلب الراي الطمأنينة قبل الحزم التدبير قبل العمل يؤمنك الندم * من استقبل وجوه الاراء عرف مواقع الخطا * من تحرى القصد خفت عليه المؤن * من
--- [ 172 ]
পৃষ্ঠা ১৭১