كنز الفوائد
كنز الفوائد
وقاهر المعجزات فسبح في كفه الحصا ونبع من بين اصابعه الماء وغير ذلك مما قد تضمنته الانباء واجمع على صحته العلماء واتى بالقرآن المبين الذي بهر به السامعين وعجز عن الاتيان بمثله سائر الملحدين وان القرآن كلام رب العالمين وانه محدث ليس بقديم ويجب ان يعتقد ان جميع ما فيه من الايات الذي يتضمن ظاهرها تشبيه الله تعالى بخلقه وانه يجبرهم على طاعته أو معصيته أو يضل بعضهم عن طريق هدايته فإن ذلك كله لا يجوز حمله على ظاهرها وان له تأويلا يلائم ما تشهد العقول به مما قدمنا ذكره في صفات الله تعالى وصفات انبيائه فإن عرف المكلف تأويل هذه الايات فحسن وإلا اجزاه ان يعتقد في الجملة انها متشابهات وان لها تأويلا ملائما تشهد بما تشهد به العقول والايات المحكمات وفي القرآن المحكم والمتشابه والحقيقة والمجاز والناسخ والمنسوخ والخاص والعام ويجب عليه ان يقر بملائكة الله اجمعين وان منهم جبرئيل وميكائيل وانهما من الملائكة الكرام كالانبياء بين الانام وان جبرئيل عليه السلام هو الروح الامين الذي نزل بالقرآن على قلب محمد خاتم النبيين وهو الذي كان ياتيه بالوحي من رب العالمين ويجب الاقرار بان شريعة الاسلام التي اتى بها محمد عليه السلام ناسخة لما خالفها من شرائع الانبياء المتقدمين وانه يجب التمسك بها والعمل بما تضمنته من فرائضها وان ذلك دين الله الثابت الباقي الى ان يرث الله الأرض ومن عليها لا حلال إلا ما احلت ولا حرام إلا ما حرمت ولا فرض إلا ما فرضت ولا عبادة الا ما اوجبت وان من ينصرف عن الاسلام وتمسك بغيره كافر ضال مخلد في النار ولو بذل من الاجتهاد في العبادة غاية المستطاع وان من اظهر الاقرار بالشهادتين كان مسلما ومن صدق بقلبه ولم يشك في فرض اتى به محمد صلى الله عليه واله كان مؤمنا ومن الشرائط الواجبة للايمان العمل بالفرائض اللازمة فكل مؤمن مسلم وليس كل مسلم مؤمن وقول الله تعالى ان الدين عند الله الاسلام إنما اراد به الاسلام الصحيح التام الذي يكون المسلم فيه عارفا مؤمنا عالما بالواجبات طائعا ويجب ان يعتقد ان حجج الله تعالى بعد رسوله الذين هم خلفاؤه وحفظة شرعه ائمة امته اثنا عشر أهل بيته أو لهم اخوه وابن عمه وصهره بعل فاطمة الزهراء ابنته ووصيه على امته علي بن أبي طالب امير المؤمنين ثم الحسن بن علي الزكي ثم الحسين بن علي الشهيد ثم علي بن الحسين زين
--- [ 112 ]
পৃষ্ঠা ১১১