وغلب النساء على جنازة كُثَيِّر يبكينه ويذكرن عزَّة في ندبهن إيَّاه.
[الرد على من تكلَّم فيه وإثبات توثيقه]:
٥٧ - وقال أبو عبد الله محمَّد بن نصر المروزي: عكرمة قد ثبتت عدالته بصحبة ابن عباس وملازمته إياه، وبأن غير واحد من أهل العلم روَوا عنه وعدّلوه، وما زال العُلماء بعدهم يَرْوُون عنه.
قال: وممن روى عنه من جِلَّة التابعين: محمد بن سيرين، وجابر بن زيد، وطاوس، والزهري، وعمرو بن دينار، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وغيرهم.
قال أبو عبد الله المروزي: وكل رجل ثبتت عدالته برواية أهل العلم عنه وحَمْلهم حديثَه فلم يقبل فيه تجريح أحد جرَّحه حتى يثبت عليه أمر لا يُجهل أن يكون جَرْحةً، وأما قوله: فلان كذاب فليس مما يُثْبِتُ جَرْحَةَ حتى يُبَيِّنَ ما قاله.
٥٨ - قال أبو عمر يوسف بن عبد الله بن عبد البر: جماعةُ الفقهاء وأئمة الحديث؛ الذين لهم بَصَرٌ بالفقه والفُتيا (١) هذا قولهم؛ فإنَّه لا يقبل من ابن معين ولا من غيره فيمن اشتهر بالعلم وعُرف به وصَحَّت عدالته وفهمه إلاَّ أن يبين الوجه الذي يجرحه به على حسب ما يجوز من تجريح العدل المبرز العدالة في الشهادات. وهذا الذي لا يصح أن يُعتقد غيره، ولا يحل أن يلتفت إلى ما خالفه، وبالله التوفيق.
٥٩ - وقال أبو عمر: عكرمة مولى ابن عباس، مِن جِلَّة العُلماء،
_________
(١) غير واضحة في الأصل، والمثبت هو الأظهر ويناسب السياق.
1 / 33