وقال عز وجل حاكيا عن الكفار الذين ظنوا بالله ظن السوء: {وقالوا إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا أولم نمكن لهم حرما آمنا يجبى إليه [20/أ] ثمرات كل شيء رزقا من لدنا ولكن أكثرهم لا يعلمون}[القصص:57].
ومع ذلك فإنهم وإن بذلوا الأمان على كل حال غير مأنوبين، ولا بعهد ولا ميثاق وافين، فقد عرف منهم العام والخاص والداني والقاصي تربص الدوائر على المؤمنين وأنهم عند التمكن كما قال الله عز وجل: {إن يثقفوكم يكونوا لكم أعداء ويبسطوا إليكم أيديهم وألسنتهم بالسوء وودوا لو تكفرون، لن تنفعكم أرحامكم ولا أولادكم يوم القيامة يفصل بينكم والله بما تعملون بصير}[الممتحنة:2-3].
فكم من ولي لهم صرعوه، وناصح لهم أهلكوه، وحريص على بذل نفسه وماله في نصرتهم ومضاهرتهم قتلوه تصديقا لقول الله تعالى: {وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون}[الأنعام:129].
وقول نبيه -صلى الله عليه وآله وسلم: ((من أعان ظالما أغري به)) .
পৃষ্ঠা ৫১