فإن هذه ذكرى لبني أبي ودعوة شاملة(1) لمن حسبه حسبي، ونسبه نسبي من إخواننا وأبناء أبينا، وأولى الناس أن يجيبوا الله وفي الله غيرة على شريعة جدهم رسول الله صوت منادينا من ذوي [13/أ] الرتب العالية، والمنازل السامية والنفوس الأبية والأخلاق الزاكية، والأصول الثابتة والفروع النامية، من بني حسن القاطنين بجوار بيت الله المؤتمن، جمع الله شملنا بشملهم كما جمع كلمة الإسلام بمن شرفنا شرفه من أهلنا وأهلهم، وأهدي إليهم سلاما لا يزال أنواره يتلألأ، وإكراما لا يبرح سرادقه يضرب عليهم شرفا وإجلالا ورحمة الله وبركاته الذي ترفع منهم همما، وتبلغ آمالا حدى(2) عنها حادي قول الله تعالى(3) في كتابه المبين: {وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين}[الذاريات:55]، وقوله تبارك وتعالى: {ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين}[فصلت:33].
وبعث عليها باعث الرحمة الربانية عن عز العلا بالنسب العلوية والقرابة الطينية عن عين الخبر بالمقامات المصطفوية، حين أنست القلوب من جانب طور نصرة الله لهذه العترة النبوية، نور نارها، واستروحت الأفئدة من أفق تصديق وعد الله أهل بيت رسوله بالإستخلاف في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم ما نطقت به من المعجزات المحمدية، صادقات آياتها وأخبارها.
পৃষ্ঠা ৩০