وبعد فإن الله أرسل محمدا بالهدى ودين الحق - رحمة شاملة لجميع الخلق والايمان قد ذوت زروعه وانقطعت ينبوعه وتهدمت ربوعه وغاض معينه وقل معينة (1) - إلى قوم ضلت أحلامهم وعزبت عنهم أفهامهم قد علقوا على عبادة أصنامهم والاستقسام بأزلامهم (2) لا يعرفون الله ولا يوحدونه / 2 / ب / ولا ينزهونه عن الشرك ولا يعبدونه، والشيطان قد أعلن بالشرك وصرح وأعضل داؤه بالقلوب وزج، والباطل قد مدت أشطانه (3) وأغواهم شيطانه وربوع الايمان قد اندرست ومعالمه قد انطمست فكشف الله به الغمة وأتم به النعمة وأكمل به الرحمة وهدى به الأمة وأيده بالعصمة، وأقام به الملة الهوجاء والطريقة البلجاء وفتح به أعينا عميا، وآذانا صما (4) فقام مؤديا لرسالات ربه وجاهد في الله حق جهاده بقالبه وقلبه.
فكان أول من سعى إلى ناديه وإجابة مناديه [هو] ابن عمه البطل الهمام والأسد الضرغام والوافي بالزمام والحائز لجميع الخصال الشريفة على التمام ذو المناقب [و] الزاهد المراقب إمام البررة وقاتل الفجرة ورابع العشرة مبلغ السؤل وابن عم الرسول وزوج البتول الليث الغالب ومقصد الطالب رضي الله عنه وعن سائر الصحابة والمقربين من الأهل والقرابة الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا وسلم تسليما كثيرا.
পৃষ্ঠা ১২