জাওয়াহির বালাঘা
جواهر البلاغة: في المعاني والبيان والبديع
প্রকাশক
المكتبة العصرية
প্রকাশনার স্থান
بيروت
জনগুলি
(١) بيان ذلك أن الحال إما مؤكدة - فلا واو: للاتحاد بين الجملتين لأنها مقررة لمضمونها نحو سعد أبوك كريم وإما متنقلة - لحصول معنى حال النسبة (أي نسبة العامل إلى صاحب الحال) فلزم فيها أمران، الحصول والمقارنة: فالحال المفردة صفة في المعنى، فلا تحتاج لواو للاتحاد وأما الحال الجملة - فالمضارع المثبت لا يؤتى له بواو للارتباط معنى، لوجود الحصول والمقارنة معا، فلا حاجة للربط بها - نحو (وجاءوا أباهم عشاء يبكون) - ونحو، قدم الأمير تتسابق الفرسان أمامه، ولا يجوز وجاؤا أباهم عشاء ويبكون، ولا قدم الامير وتتسابق وهذه إحدى المسائل السبع المذكورة في النحو التي تمتنع فيها الواو الثانية - الحال الواقعة بعد عاطف نحو (فجاءها بأسنا بياتا أو هم قائلون) . الثالثة - المؤكدة لمضمون الجملة - نحو (هو الحق لا شك فيه، ذلك الكتاب لا ريب فيه) الرابعة - الماضي التالي إلا - نحو ما تكلم زيد الا قال خيرًا - وقيل يجوز اقترانه بالواو - ما ورد في قوله: نعم امرؤ هرم لم تعر نائبة إلا وكان لمرتاع وزرا الخامسة - الماضي المتلو باو، نحو - لأضربنه ذهب أو مكث - ومنه قول الشاعر كن للخليل نصيرًا جار أو عدلا ولا تشح عليه جاد أو بخلا السادسة - المضارع المنفي بلا - نحو وما لنا لا نؤمن بالله، ما لي لا أرى الهدهد - وقوله لو أن قوما لارتفاع قبيلة دخلوا السماء دخلتها لا أحجب السابعة - المضارع المنفي بما - كقوله: عهدتك ما تصبو وفيك شبيبة فما لك بعد الشيب صبا متيمًا وأبعد الجمل في الصلاح للحالية الجملة الأسمية لدلاتها على الثبوت - لا على الحصول والمقارنة، فيجب فيها الواو - نحو (فلا تجعلوا لله أندادًا وأنتم تعلمون) وقد يكتفى فيها بالضمير ندورا - نحو كلمته فوه إلى في - أي مشافهة - ثم الماضي مثبتا لعدم المقارنة فيحسن معها الواو، لان الماضي يدل على الحصول المتقدم لا الحصول حال النسبة. وتجب «قد» تحقيقا أو تقديرًا - لتقربه من الحال، أي لتجعل (قد) الفعل الماضي الدال على حصول متقدم - لا حصول حال النسبة قريبا من حال النسبة، لا من حال التكلم - إذ اللازم في الحال مقارنتها لزمان النسبة لا لزمان التكلم - وإنما اكتفى بهذا التقريب في صحة الحال وان كان اللازم الاقتران - إما لانه ينزل قرب الحال إلى زمان النسبة منزلة المقارنة مجازًا - وإما لانه يعتبر قربها في الفعل هيئة للفعل - فاذا قلت جاءني زيد وقد ركب - فكأنك نزلت قرب ركوبه من مجيه منزلة مقارنته له - أو جعلت كون مجيئه بحيث يقرب منه ركوبه هيئة لمجيئه، وحالا له - قالوا - وتمتنع (قد) مع الماضي الممتنع ربطه بالواو، وهو التالي إلا والمتلو بأو - لكن في (شرح الرضي) - أنهما قد يجتمعان بعد إلا - نحو ما لقيته إلا وقد أكرمني، ويلي الماضي المثبت، الماضي المنفي، لأنه هيئة للفعل بالتأويل، لان قولك جاء زيد ليس راكبا - في قوة جاء زيد ماشيا، فيتحقق الحصول ويستمر غالبًا، فيقارن كذلك فيحسن ترك الواو نظرًا إلى تحقق الحصول والمقارنة - ويجوز ذكرها أيضا نظرًا إلى كونه ما كان هيئة للفعل الا بعد تأويل - ونظرًا إلى كون استمراره أغلبيًا لا دائميًا والأحسن في الظرف اُذا وقع حالا ترك الواو نظرًا للتقدير بمفرد، تقول نظرت الهلال بين السحاب، ومثله الجار والمجرور ن نحو فخرج على قومه في زينته - ونحو أبصرت البدر في السماء - وان جوزوا الواو بتقدير فعل ماض، وما يخشى فيه التباس الحال بالصفة أتى فيه بالواو وجوبًا، ليتميز الحال، فيقال جاء رجل ويسعى - إذا لو قيل: يسعى - لالتبس الحال بالصفة في مثله.
1 / 186