وقد روي عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ما ينقض هذه الرواية؛ فروى أبو العباس الحسني بسنده عن موسى بن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي - عليهم السلام - عن آبائه عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أنه قال: ((ألا سيرد علي الحوض منكم رجال فيدفعون عني فأقول: يارب أصحابي أصحابي، فيقول: يا محمد إنهم أحدثوا بعدك وغيروا سنتك، فأقول: سحقا سحقا)).
وأخرج البخاري في صحيحه عن ابن عباس عن النبيء - صلى الله عليه وآله وسلم - أنه قال: ((إن أول الخلائق يكسى يوم القيامة إبراهيم، وإنه سيجاء برجال من أمتي فيؤخذ بهم ذات الشمال فأقول: يا رب أصحابي أصحابي، فيقول: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك...إلخ الخبر)).
وعن ابن مسعود: ((أنا فرطكم على الحوض، وليرفعن رجال معكم حتى إذا هويت إليهم لأنتولهم اختلجوا دوني فأقول: يا رب أصحابي أصحابي، فيقول: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك))، وعن حذيفة مثله.
وعن أنس: ((ليردن علي أناس الحوض حتى إذا عرفتهم اختلجوا دوني ... إلى آخر الحديث ))، وفي رواية أبي سعيد الخدري: ((فأقول: إنهم مني، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، فأقول: سحقا سحقا لمن غير بعدي)).
وعن أبي هريرة: ((يرد علي يوم القيامة رهط فيجلأون عن الحوض فأقول: يا رب أصحابي أصحابي ... الخبر)) إلى قوله: ((إنهم ارتدوا على آثارهم القهقرى)).
وعن سعيد بن المسيب: كان يحدث عن أصحاب النبي أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قال: ((يرد علي الحوض رجال من أصحابي فيجلأون عنه ... إلى آخره )) أي يمنعون ويطردون، انتهى ما في البخاري.
وأخرج مسلم نحو ذلك عن أبي هريرة وأنس؛ ففي هذا دلالة على أنهم منعوا الشفاعة لأجل التغيير والتبديل، وأنهم ارتدوا على أعقابهم القهقرى؛ فدلت على أن المعاصي منعت من الشفاعة، وأن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - إنما يشفع لهم لعدم علمه بما صنعوا؛ فلما علم قال: سحقا سحقا، فثبت أنها لا تصح للعصاة.
পৃষ্ঠা ৪৬