الأول: أنه معارض للقرآن، وحجج العقول، وكلما عارض القرآن ولم يمكن تأويله فهو كذب مفترى؛ لأن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - لا يقول بخلاف ما قال الله كيف وقد قال الله: ?وما ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى?[النجم:3-4].
الثاني: أنا نؤول الحديث بأن المراد به أهل الكبائر التائبون.
ومما يدل على بطلان هذا المذهب أن المسلمين مجمعون على أن دعاء الله أن يجعلنا من أهل الشفاعة مندوب حسن؛ فيلزم من هذا أن ندعوا الله أن يجعلنا من أهل الفواحش والسرق والقتل وقطع الصلاة وممن يمنع الزكاة ويفطر شهر رمضان، ما أبشعه من مذهب يؤدي إلى هذا، وما أشنعه!
قف أيها المطلع على كتابنا هذا بتدبر وتأمل وإنصاف؛ هل يسوغ أن يلبث نبينا - صلى الله عليه وآله وسلم - ثلاثا وعشرين سنة يدعو إلى طاعة الله وإلى امتثال أوامره والانتهاء عن مناهيه يشرع لهم الشرائع ويضع لهم دستورا حكيما لصالح معايشهم وصالح حياتهم؛ فلما استتب الأمر بعد جهاد شديد وكفاح مرير قال لهم: اعملوا ما شئتم واتركوا الواجبات وافعلوا المحرمات فإني سأشفع لكم؛ يهدم ما شيد، ويخرب ما بنى، وينقض شريعته من أولها إلى آخرها ?كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا?[النحل:92]، هل يقع مثل هذا من حكيم فلا تستسلم يا أخي لزخارف الروايات، وحكم عقلك ومحكم القرآن الذي ?لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد? [فصلت:42]، حاشا لله ورسوله من هذه البطالات، وحقا أقول: إن مثل هذا لا يفعله رئيس شعب ولا زعيم قوم ولا أمير أسرة فضلا عن رسول رب العالمين وخاتم النبيئين.
পৃষ্ঠা ৪৫