الثاني: أنها دلت على الخلود فلا يصح الخروج بشفاعة النبيء - صلى الله عليه وآله وسلم - وهي آيات عامة في كل عاص وظالم وفاعل أي سوء أو أي سيئة وأي معصية ولنا آيات في بعض المعاصي المعينة مثل قوله تعالى: ?ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها ...? [النساء:93]، ومثل قوله تعالى: ?والذين لا يدعون مع الله إلها ءاخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما، يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا?[الفرقان:68-69]، ومثل قوله تعالى في شأن الربا: ?فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف وأمره إلى الله ومن عاد فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون?[البقرة:275].
فدلت هذه الآيات على تخليد مرتكبيها في النار فلا شفاعة لهم؛ لأن الشفاعة إما أن توجب عدم دخوله النار أو خروجه منها، وهذه الآيات تدل على الدخول والخلود أعاذنا الله منها.
هذا، وأما حب علي - عليه السلام - فإنما جعل علامة للإيمان لأن المسلمين على عهد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فريقان: فريق منهم مؤمنون حقا، وفريق منهم منافقون؛ فجعل الله علامة المؤمنين حب علي، وعلامة المنافقين بغضه، وليس المراد أن حبه يكفي في الإيمان لقول النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - لعلي - عليه السلام -: ((يهلك فيك اثنان: محب غال ومبغض قال))؛ فحكم عليه بالهلاك وهو محب لما عصى الله بالغلو فدل على أن المحبة لا تكفي، وقد يقال إنه لا يحبه حقا إلا من اتبعه واقتدى به في فعل الطاعات وترك المحرمات.
ويؤيده قول الله تعالى: ?قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله?[آل عمران:31]، فشرط الاتباع.
পৃষ্ঠা ৪৩