الرابع: أن الحديث هذا وحديث السفينة وآية التطهير قد دلت على أنهم مع الحق، وأن الحق معهم، والله يقول: ?أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدى فما لكم كيف تحكمون?[يونس:35].
هذا، وقد تضمنت هذه الأدلة أن أهل البيت وأتباعهم هم الفرقة الناجية، ثم انظر أيها المطلع على كتابنا هذا وحكم عقلك وتدبر هل يجوز، وهل يسوغ أن تكون هذه الذرية المباركة التي هي مستخلصة من أزكى الرجال وأطهر النساء بنص القرآن الكريم على ضلالة هي ومن اتبعها، وتكون ذرية أعداء رسول الله بإجماع المسلمين وأعداء أهل البيت هم ومن اتبعهم أو حذا حذوهم هم أهل الحق، قال الله تعالى: ?فلينظر الإنسان مم خلق، خلق من ماء دافق، يخرج من بين الصلب والترائب?[الطارق:5-7]، فدلت هذه الآية أن الإنسان خلق من ماء يخرج هذا الماء من صلب الرجل وترائب المرأة؛ فأهل البيت - صلوات الله عليهم - خرجوا من صلب علي وترائب فاطمة، وفاطمة خرجت من صلب رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وترائب خديجة، فأهل البيت من محمد وعلي، وفاطمة وخديجة - صلوات الله عليهم -؛ فما ظنك بفرع هؤلاء أصله فهل يجوز في عقلك أن يكون هؤلاء على ضلال ويكون بنو أمية وأتباعهم ومن حذا حذوهم على الهدى وهم من أشد الناس عداوة لرسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - بإجماع المسلمين، ثم إن الله شرع الصلاة عليهم بإجماع المسلمين في أشرف العبادات في الصلوات الخمس وفي غيرها من الصلوات في التشهد هل يجعل الله هذا الشرف العظيم والمفخر الجسيم لأهل الزيغ والضلال فوالله لو لم يكن لهم إلا هذا حجة لكفى أهل العقول السليمة.
পৃষ্ঠা ১৬