إذا عرفت هذا حملنا ما أمكن حمله من هذه الروايات على ما رواه الإمام الأعظم أحمد بن سليمان، والإمام الأعظم عبد الله بن حمزة عن علي بن موسى الرضى - عليهم السلام - قال: إن الله سبحانه أخرج من بني اسرائيل يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الخليل صلوات الله عليهم - اثني عشر سبطا، وسماهم، ثم قال: كذلك أخرج من ولد الحسن والحسين اثني عشر سبطا؛ ستة من ولد الحسن، وستة من ولد الحسين، ثم قال: فعقب الحسن من هذه الستة لا ينقطع أبدا، وكذا عقب الحسين قال: لا ينقطع من هذه الستة إلى انقطاع التكليف وهم بمنزلة أسباط بني إسرائيل وهم حجة الله على خلقه، وأمان أهل الأرض من استئصال عذابه، وهو حديث طويل اختصرناه من التحف الفاطمية.
ولما أشرنا إلى حديث الثقلين، وحديث السفينة أردنا أن نبين من رواهما؟ ومن المراد بهما ووجه دلالتهما؟ وكذا آية التطهير وآية المودة، لتتم فائدة ما أردنا.
أما حديث السفينة فلفظه: ((مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق وهوى)).
وأما حديث الثقلين: فروي بألفاظ مختلفة، ومعناه غير مختلف لأن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - لم يقله في موضع واحد فقط قال في لوامع الأنوار: فمن ألفاظه ما رواه إمام اليمن الهادي إلى الحق - عليه السلام - عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أنه قال: ((إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبدا كتاب الله وعترتي أهل بيتي، إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض)).
পৃষ্ঠা ১২