فقال: ((بل منا، بنا يختم الله كما بنا فتح، وبنا يستنقذون من)
الشرك، وبنا يؤلف الله بين قلوبهم بعد عداوة بينة، كما ألف بين قلوبهم بعد عداوة الشرك ))، وأخرجه غيره، وله شواهد كثيرة، وأخبار المهدي متواترة، انظر لوامع الأنوار، انتهى والحمد لله رب العالمين.
[أمالي الإمام أحمد بن عيسى(ع)]
أمالي الإمام، حفيد الإمام الأعظم، عالم آل محمد، أبي عبدالله أحمد بن عيسى بن الإمام زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم وهي المسماة: علوم آل محمد، وجامع محمد بن منصور، وسماها الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة - عليه السلام -: بدائع الأنوار في محاسن الآثار.
ومؤلفها عالم العراق، وإمام الشيعة بالاتفاق، أبو جعفر محمد بن منصور المقري المرادي رضوان الله عليه وهو يروي عن أعلام أهل البيت عليهم السلام وهذا الكتاب من أقدم كتب علماء الإسلام؛ فإنه سمع على مؤلفه عام (256ه)، وهو العام الذي مات فيه البخاري محمد بن إسماعيل الجعفي، وتوفي مسلم بن الحجاج بعده بست سنين، وبقي شيخ الإسلام محمد بن منصور إلى نيف وتسعين، فقد بارك الله في عمره، وانتفع به المسلمون، ببركة ملازمته لآل محمد صلوات الله عليهم وما يحكى عنه من قبول المجهول لم يثبت، هكذا قرره بعض علمائنا.
والذي يظهر لي أن مستند الرواية عنه ما في بعض أسانيده عن رجل أو نحوه، وهو مأخذ غير صحيح، فإن ذلك لا يستلزم أن لا يكون معلوما لديه، ولعله لم يسمه لمقصد صالح، ثم إنه لو فرض أنه مجهول لديه فلم يصرح بقبوله، ولم يلتزم الصحيح فيما رواه في الكتاب ، وإنما القصد الجمع لما روي بأي طريق، وإن كان المقصود والأغلب فيها هو روايات آل محمد عليهم السلام وما كان عن غيرهم فعلى سبيل المتابعة والاستشهاد، فالعمدة على الناظر في أخذ ما صح، وطرح ما لم يترجح، والله ولي التوفيق.
পৃষ্ঠা ৩১