أهل مكة الطير لما أقبلت من ناحية البحر فقال عبد المطلب: إن هذا الطير لغريب، ثم بعث ابنه عبد الله أبا النبى (صلى الله عليه وسلم) على فرس ينظر فرجع وهو يركض، ويقول: هلك القوم جميعا ثم خرج عبد المطلب وقريش وغنموا أموالهم.
وروى أنه لم ينج منهم إلا أبو يكسوم فسار راجعا وطائر يطير فوقه ولا يشعر به حتى دخل على النجاشى وأخبره بمصاب القوم فما استتم كلامه حتى رماه الطير فمات. ومن يومئذ احترمت الناس قريشا وقالوا هم جيران الله يدافع عنهم.
وذكر العلامة ابن بحرق الحضرمى (رحمه الله) فى سيرته النبوية أنه (صلى الله عليه وسلم) كان يومئذ حملا وولد بعد الفيل بخمسين ليلة، والله أعلم.
(ومنها) تعجيل الانتقام لمن تعاطى عنده ما لا يليق، فمن ذلك ما حكى أن رجلا كان فى الطواف فبرق له ساعد امرأة فوضع ساعده عليه متلذذا به فلصق ساعداهما، فقال له بعض الصالحين: ارجع إلى المكان الذى فعلت فيه فعاهد رب البيت أن لا تعود بإخلاص وصدق نية ففعل، فخلى عنه وانفصل ساعده.
(ومنها) قضية إساف لما فجر بنائلة فى البيت مسخا حجرين، وهما الصنمان اللذان كانا على زمزم تنحر لهما قريش فى الجاهلية وتعبد هما وقالوا لو لا أن الله رضى بهما أن يعبدا معه ما نكسهما. فأنزل الله تعالى ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون (سورة آل عمران: 75) ولم يزالا يعبدان حتى كان يوم فتح مكة فخرجت من نائلة عجوز شمطاء حبشية تخمش وجهها وتدعو بالويل والثبور فيروى أنه (صلى الله عليه وسلم) قال: «تلك أيست أن تعبد ببلادكم» وكان إساف ونائلة من جرهم (1).
(ومنها) قصة المرأة التى جاءت إلى البيت تعوذ به من ظالم، فجاء فمد يده إليها فصار أشل (2).
(ومنها) قصة الرجل الذى سالت عيناه على خده من نظرة نظرها إلى شخص فى الطواف استحسنه.
পৃষ্ঠা ৫৭