তাফসির আল-তাবারি
جامع البيان في تفسير القرآن
[النور: 33] المال { وإن ترك خيرا الوصية } المال. حدثنا بشر بن معاذ، قال: ثنا يزيد بن زريع، قال: ثنا سعيد، عن قتادة: إن ترك خيرا الوصية أي مالا. حدثني موسى بن هارون، قال: ثنا عمرو بن حماد، قال: ثنا أسباط، عن السدي: { إن ترك خيرا الوصية } أما خيرا فالمال. حدثت عن عمار بن الحسن، قال: ثنا ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع: { إن ترك خيرا } قال إن ترك مالا. حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: حدثني حجاج، عن ابن جريج، عن عكرمة، عن ابن عباس قوله: { إن ترك خيرا } قال: الخير: المال. حدثني المثنى، قال: ثنا سويد، قال: أخبرني ابن المبارك، عن الحسن بن يحيى، عن الضحاك في قوله: { إن ترك خيرا الوصية } قال: المال، ألا ترى أنه يقول: قال شعيب لقومه:
إني أراكم بخير
[هود: 84] يعني الغنى. حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرنا محمد بن عمرو اليافعي، عن ابن جريج، عن عطاء بن أبي رباح قال: { كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيرا } قال عطاء: الخير فيما يرى المال. ثم اختلفوا في مبلغ المال الذي إذا تركه الرجل كان ممن لزمه حكم هذه الآية، فقال بعضهم: ذلك ألف درهم. ذكر من قال ذلك: حدثني المثنى، قال: ثنا الحجاج بن المنهال، قال: ثنا همام بن يحيى، عن قتادة في هذه الآية: { إن ترك خيرا الوصية } قال: الخير: ألف فما فوقه. حدثني المثنى، قال: ثنا الحجاج، قال: ثنا حماد، قال: أخبرنا هشام بن عروة، عن عروة: أن علي بن أبي طالب دخل على ابن عم له يعوده، فقال: إني أريد أن أوصي، فقال علي: لا توص فإنك لم تترك خيرا فتوصي. قال: وكان ترك من السبعمائة إلى تسعمائة. حدثني يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب قال: حدثني عثمان بن الحكم الحزامي وابن أبي الزناد عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب: أنه دخل على رجل مريض، فذكر له الوصية، فقال: لا توص إنما قال الله: { إن ترك خيرا وأنت لم تترك خيرا. قال ابن أبي الزناد فيه: فدع مالك لبنيك. حدثنا محمد بن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن منصور بن صفية، عن عبد الله بن عيينة أو عتبة، الشك مني: أن رجلا أراد أن يوصي وله ولد كثير، وترك أربعمائة دينار، فقالت عائشة: ما أرى فيه فضلا. حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن هشام بن عروة، عن أبيه قال: دخل علي على مولى لهم في الموت وله سبعمائة درهم أو ستمائة درهم، فقال: ألا أوصي؟ فقال: لا، إنما قال الله { إن ترك خيرا } وليس لك كثير مال. وقال بعضهم: ذلك ما بين الخمسمائة درهم إلى الألف. ذكر من قال ذلك: حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة، عن أبان بن إبراهيم النخعي في قوله: { إن ترك خيرا } قال: ألف درهم إلى خمسمائة. وقال بعضهم: الوصية واجبة من قليل المال وكثيره. ذكر من قال ذلك: حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر عن الزهري، قال: جعل الله الوصية حقا مما قل منه أو كثر. وأولى هذه الأقوال بالصواب في تأويل قوله: { كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيرا الوصية } ما قال الزهري لأن قليل المال وكثيره يقع عليه خير، ولم يحد الله ذلك بحد ولا خص منه شيئا فيجوز أن يحال ظاهر إلى باطن، فكل من حضرته منيته وعنده مال قل ذلك أو كثر فواجب عليه أن يوصى منه لمن لا يرثه من آبائه وأمهاته وأقربائه الذين لا يرثونه بمعروف ، كما قال الله جل ذكره وآمره به.
[2.181]
يعني تعالى ذكره بذلك: فمن غير ما أوصى به الموصي من وصيته بالمعروف لوالديه أو أقربيه الذين لا يرثونه بعد ما سمع الوصية فإنما إثم التبديل على من بدل وصيته. فإن قال لنا قائل: وعلام عادت الهاء التي في قوله { فمن بدله }؟ قيل: على محذوف من الكلام يدل عليه الظاهر، وذلك هو أمر الميت وإيصاؤه إلى من أوصى إليه بما أوصى به لمن أوصى له. ومعنى الكلام:
كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيرا الوصية للوالدين والأقربين بالمعروف حقا على المتقين
[البقرة: 180] فأوصوا لهم فمن بدل ما أوصيتم به لهم بعد ما سمعكم توصون لهم، فإنما إثم ما فعل من ذلك عليه دونكم. وإنما قلنا إن الهاء في قوله: { فمن بدله } عائدة على محذوف من الكلام يدل عليه الظاهر لأن قوله:
كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيرا الوصية
[البقرة: 180] من قوله الله، وإن تبديل المبدل إنما يكون لوصية الموصي، فأما أمر الله بالوصية فلا يقدر هو ولا غيره أن يبدله، فيجوز أن تكون الهاء في قوله: { فمن بدله } عائدة على الوصية. وأما الهاء في قوله: { بعد ما سمعه } فعائدة على الهاء الأولى في قوله: { فمن بدله } وأما الهاء التي في قوله: { فإنما إثمه } فإنها مكني التبديل كأنه قال: فإنما إثم ما بدل من ذلك على الذين يبدلونه. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: { فمن بدله بعد ما سمعه } قال: الوصية. حدثني المثنى، قال: ثنا أبو حذيفة، قال: ثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، مثله. حدثني المثنى، قال: ثنا أبو صالح، قال: حدثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس في قوله: { فمن بدله بعد ما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدلونه } وقد وقع أجر الموصي على الله وبرىء من إثمه، وأن كان أوصى في ضرار لم تجز وصيته، كما قال الله: { غير مضار }. حدثنا الحسين بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة في قوله: { فمن بدله بعد ما سمعه } قال: من بدل الوصية بعد ما سمعها فإثم ما بدل عليه. حدثني موسى بن هارون، قال: ثنا عمرو بن حماد، قال: ثنا أسباط، عن السدي: { فمن بدله بعد ما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدلونه } فمن بدل الوصية التي أوصى بها وكانت بمعروف، فإنما إثمها على من بدلها أنه قد ظلم. حدثني المثنى، قال: ثنا حجاج بن المنهال، قال: ثنا حماد، عن قتادة أن عطاء بن أبي رباح قال في قوله: { فمن بدله بعد ما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدلونه } قال: يمضي كما قال.
حدثنا سفيان بن وكيع، قال: ثنا أبي عن يزيد بن إبراهيم، عن الحسن: { فمن بدله بعد ما سمعه } قال: من بدل وصية بعد ما سمعها. حدثني المثنى، قال: ثنا حجاج، قال: ثنا يزيد بن إبراهيم، عن الحسن في هذه الآية: { فمن بدله بعد ما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدلونه } قال: هذا في الوصية من بدلها من بعد ما سمعها، فإنما إثمه على من بدله. حدثنا ابن بشار وابن المثنى، قالا: ثنا معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي، عن قتادة، عن عطاء وسالم بن عبد الله وسليمان بن يسار أنهم قالوا: تمضى الوصية لمن أوصى له به إلى ههنا انتهى حديث ابن المثنى، وزاد ابن بشار في حديثه قال قتادة: وقال عبد الله بن معمر: أعجب إلي لو أوصى لذوي قرابته، وما يعجبني أن ننزعه ممن أوصى له به. قال قتادة: وأعجبه إلي لمن أوصى له به، قال الله عز وجل: { فمن بدله بعد ما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدلونه }. القول في تأويل قوله تعالى: { إن الله سميع عليم } يعني تعالى ذكره بذلك: إن الله سميع لوصيتكم التي أمرتكم أن توصوا بها لآبائكم وأمهاتكم وأقربائكم حين توصون بها، أتعدلون فيها على ما أذنت لكم من فعل ذلك بالمعروف، أم تحيفون فتميلون عن الحق وتجورون عن القصد عليم بما تخفيه صدوركم من الميل إلى الحق والعدل، أم الجور والحيف.
অজানা পৃষ্ঠা