============================================================
بارا بأبويه ويكون إسلامهما على يديه فاستجيبت دعوته ورزق النصراني ولدا، فلما كبر سلمه أبوه إلى معلم النصارى، فقال له المعلم قل ما أقول لك، فقال: أيها المعلم إن لساني من النطق بالتثليث معقول بحب الواحد مشغول، ومهما يذكر له ويعلمه من حروف الهجاء، ركب مع كل حرف كلاما مقفى دالا على توحيد أهل الأرض والسماء فتحير المعلم في أمره ال وفي فهمه في أول عمره، فشرح الله صدر المعلم عند ذلك بنور الإسلام، ال واهتدى إلى الدين الحتيفي بتوفيق ذي الجلال والإكرام. فأتى به إلى أبويه وقص عليهما ما وقع منه بين يديه فاختارا الدين القويم المبين واسلما لله رب العالمين، فظهر فيهم آثر استجابة دعاء معروف رضي الله عنه، وكان مع كل ملة من الملل في غاية التواضع والمجاملة، فكانت كل فرقة منهم تعتقده أنه إمام مذهبه وقدوة طريقته، وقال في مرض موته: أي طائفة وفرقة قدرت على حمل جنازتي ورفعها فأنا من تلك الفرقة، ولم يستطع حمل جنازته سوى فرقة الإسلام.
قلت: واطلعت على بعض حكاياته وذكر مناقبه في بعض كتب القوم، فلا بأس في تقلها لتكون عظة لأهل الغفلة وإيقاظا لهم من النوم، فنقول : انه نزل يوما إلى دجلة ليتوضا ووضع مصحفه وملحفته على الأرض، نجاءت امرأة فأخذتها فتبعها، وقال: يا أختي آنا معروف ولا بأس عليك، ألك ين يقرا القرآن؟ قالت: لا، قال: فزوج؟ قالت: لا، قال: فهاتي المصحف وخحذي الملحفة.
وحكى خليل الصياد قال: فقدث إينأ لي يسمى محمدا زمانا طويلا، فوجدث عليه أنا وأمه وجدا شديدا، فأتيت معروف الكرخي، وقلت: يا ابا محفوظ غاب ابني محمد وآمه واجدة عليه، فقال: ما تشاء؟ فقلت: آريد ان تدعو الله أن يرده علينا، فقال: اللهم إن السماء سماءك والأرض أرضك وما بينهما لك أنت بمحمد، قال خليل: ثم خرجت إلى باب الشام واذا ابني محمد واقف، فقلت: آين كنت يا محمد؟ فقال: يا أبت كتت الساعة بالأتبار.
পৃষ্ঠা ২৬০