وقد نهى عن اتباع أهل الضلال، فقال: {ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا}، وقال لنبيه ^: {ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون * إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئا وإن الظالمين بعضهم أولياء بعض والله ولي المتقين}.
وقال: {وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين}، وقال: {أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا}.
فلولا التقية والرخصة من الله لكان الحكم فيمن قعد بين أظهر المستحلين للكفر كحكمهم، ولكن جاءت الرخصة بالتقية في ذلك، فالذي يأمن بين أظهر المحدثين ولم يسمع منه كفر يبرأ منه عليه، ولا إيمان يتولى به فحاله الوقوف.
ولولا ما وسع الله من التقية لبرئ منه؛ لأنه لا يأمن بين أظهر المحدثين إلا من أظهر الرضى بدعوتهم، ولكن التقية كان العذر فيها.
وإذا كان الإمام إمام هدى، ورأينا من أمن بين ظهرانيهم يظهر الرضا بحكمهم، ويحضر أعيادهم، ورئي منه الصلاح، كان الحق ولايته وسمي مؤمنا مسلما؛ لأن الإيمان يدان به علانية، كذلك سار المسلمون قبلنا ونحن لهم تبع.
فإن قال: فإلى ما يدعى اليهود والنصارى؟
পৃষ্ঠা ২০৭