قيل له: لا نطلق بذلك؛ لأنه يوجب بذلك اللفظ قدم الخلق، والخلق محدث، والله خالقهم ومحدثهم، وهو الله /12/ الخالق البارئ المصور لم يزل، ثم أحدث الخلق، فهو لم يزل قبل خلقهم ثم خلقهم، فهو الله له الأسماء الحسنى، فهو الحي الخالق العالم القادر الذي لم يزل -تعالى ربنا-.
مسألة: [في وصف الله تعالى]
- وسأل فقال: أفتصفونه بأنه الرازق، والمحيي والمميت، الباعث الناشر، المثيب المعاقب؟
قيل له: نعم، كذلك نقول، وكذلك وصف نفسه في كتابه فقال تعالى {الخالق}، {الرازق}، وقال: {يحييكم ثم يميتكم ثم يجمعكم}، فهو كما وصف نفسه.
فإن قال: أفتقولون: إنه لم يزل خالقا، رازقا، محييا مميتا، مثيبا معاقبا؟
قيل له: لا نطلق ذلك؛ لأن ذلك يوجب قدم الخلق، والرزق، والموت والحياة والمجازاة، والله تعالى لم يزل، ثم أحدث هذه الأشياء التي قد وصف في كتابه أنه خلقها، وخلق خلقه، وأجرى عليهم الرزق، والحياة، والموت، والبعث، والثواب، والعقاب، والمجازاة.
فالله هو المحدث لذلك في خلقه، وهو لم يزل، وهو الخالق الرازق، والمحيي والمميت الباعث، المثيب المعاقب، لا رازق ولا باعث ولا معاقب غير الله تعالى، وكل ما وصف بأنه خلقه وفعله وأحدثه فجائز أن يوصف بذلك أنه أحدثه، ولا يقال: إنه لم يزل يحدث ويخلق ||ويرزق|| ويغفر، وجائز أن يوصف أنه هو الغافر والخالق، والمنشئ النشأة الآخرة، فلم يزل ثم أحدث الأشياء -تعالى ربنا وجل-.
مسألة: [الله متفضل على خلقه]
- وسأل فقال: أتقولون: إن الله متفضل على خلقه؟
قيل له: نعم، كذلك نقول، وقد قال: {قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون}، وقال: {ولولا فضل الله عليكم ورحمته}.
فإن قال: ما معنى التفضل؟
পৃষ্ঠা ১৭