مسألة: [في معنى صفات الله] - وسأل فقال: أتقولون: إن الله هو الملك الجبار؟
قيل له: نعم.
فإن قال: فما معنى ذلك؟
قيل له: المعنى أن الملك: هو الذي له الملك، والجبار: هو الذي لا يقاوم في الحقيقة، وقد قال تعالى: {الملك... الجبار} فهو كما قال، وقال: {بيده الملك}، و{بيده ملكوت كل شيء}، وقال: {مالك الملك}، فهو مالك الملك، وبيده الملك، وبيده ملكوت كل شيء، كما وصف نفسه نصفه، وكذلك هو في الحقيقة.
فإن قال: ما معنى: القدوس، السلام، المؤمن، المهيمن؟
قيل له: القدوس: هو الطاهر عن الأشياء، فليس له مثل ولا شبيه ولا نظير، نزه نفسه عن الأشباه، فليس كمثله شيء.
ومعنى السلام: أن ذكره سلامة على من ذكره.
والمؤمن: أنه يؤمن منه الجور.
والمهيمن: الشاهد تعالى.
وقد قال: إنه {السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون}، فوصف نفسه بهذه الصفات، ثم نزه نفسه عما يشركون به؛ لأن التسبيح تنزيه وتنزه، ونزه عن الأشباه، فنحن نصفه كما وصف به نفسه، وذلك لا خلاف بين أحد فيه.
فإن قال: أفتصفونه بأنه خالق بارئ مصور؟
قيل له: نعم هو كذلك، قد وصف نفسه في كتابه، فقال: {الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى يسبح له ما في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم}.
فنحن نصفه كما وصف نفسه بذلك؛ لأنه خالق الخلق، وبارئ النسم، ومصور الصور، يذرؤكم فيه، ويخلقكم في بطون أمهاتكم خلقا من بعد خلق، ليس كمثله شيء مما خلق، وهو السميع البصير، نزه نفسه عن أشباه الخلق كما قال: {يسبح له ما في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم}.
فإن قال: أفتقولون: لم يزل خالقا بارئا مصورا؟
পৃষ্ঠা ১৬