وأما تكرير الكلام من جنس واحد بعضه (¬1) يجزي عن بعض كتكراره في ?قل يا أيها الكافرون? وفي سورة الرحمن، فإن القرآن نزل بلسان القوم وعلى مذهبهم، ومن مذاهبهم التكرار إرادة التأكيد والإفهام، كما أن من مذاهبهم الاقتصار إرادة للتخفيف والإيجاز؛ إلا أن (¬2) افتنان المتكلم والخطيب في الفنون، وخروجه عن شيء إلى شيء أحسن من اقتصاره في المقام على فن واحد، وقد يقول القائل في كلامه: والله لا أفعله ثم والله لا أفعله، إذا أراد التأكيد (¬3) وحسم (¬4) الأطماع من أن يفعله كما يقول: والله أفعله بإضمار (لا) إذا أراد الإيجاز والاختصار. قال الله جل ذكره: { ?كلا سوف تعلمون ثم كلا سوف تعلمون } ، (¬5) وقال جل ذكره: { ?فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا } (¬6) وقال: { ?أولى لك فأولى، ثم أولى لك فأولى } (¬7) وقال: ?وما أدراك ما يوم الدين ثم ما أدراك ما يوم الدين يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله } . (¬8)
كل هذا يريد به التأكيد للمعنى الذي كرره في اللفظ، وقد يقول الرجل لغيره: اعجل اعجل والمراد (¬9) في ارم ارم.
قال الشاعر: هلا سألت جموع كندة يوم ولوا أين أينا.
وقال آخر: كم نعمة كانت لكم كم كم وكم جئنا فجئنا.
¬__________
(¬1) في (ج) وبعضه.
(¬2) في (ج) لأن.
(¬3) في (ب) و (ج) تأكيدا.
(¬4) في (ب) أو حسم.
(¬5) التكاثر: 3 4.
(¬6) الانشراح: 5 6.
(¬7) القيامة: 34 35.
(¬8) الانفطار: 19.
(¬9) في (ج): وللرامي.
পৃষ্ঠা ৫০