فالخطاب إنما يرد من الله عز وجل بلغة من يخاطبهم لأنه مريد (¬1) لإفهامهم بقوله تعالى: { ?وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم } ، (¬2) فالقرآن إنما أنزل بلغة القوم الذين بعث فيهم الرسول صلى الله عليه وسلم وهو مشتمل على ضروب من الخطاب، (¬3) فمنه المفسر الذي يستغنى بلفظه عن بيان غيره، ومنه المجمل الذي لا يستغنى عن معرفة بيانه، ومنه المحكم الذي يعرفه السامع، ومنه المتشابه الذي يفكر في تأويله العالم، ومنه ما يحتمل الوجوه التي لا يجوز القطع على شيء منها إلا بدليل يعلم (¬4) ما المراد منها. ومنه الإيجاب والإلزام، ومنه الترغيب والإرشاد، ومنه الفرض والندب، ومنه الإباحة والحظر، (¬5) ومنه الكناية والتصريح، ومنه الحقيقة والمجاز، ومنه الخصوص والعموم، ومنه التعريض والإفصاح، ومنه الإطالة والإيجاز، والحذف، ومنه الإشارة (¬6) والتلويح، ومنه التأكيد والترديد، وكل ذلك معروف في لغة العرب. وعلى اختلاف (¬7) هذه الضروب تختلف معاني أحكامها، ولكل ضرب منها صورة تعرف بها وصيغة أوضعت (¬8) لها يعرف السامع بذلك قصد المخاطب وغرض المتكلم، فمن عرف ذلك وضع الخطاب موضعه، ولم يعدل به إلى غير جهته، ومن قصر علمه عن شيء من ذلك، (وضع الخطاب موضعه ولم يعدل به إلى غير جهته)، (¬9) ومن قصر علمه عن شيء من ذلك التبس عليه ما قصر علمه عنه ولم (¬10) يدرك ذلك من (¬11) لم يكن عاقلا مميزا، وبالله التوفيق.
¬__________
(¬1) في (أ) مؤيد.
(¬2) إبراهيم:4.
(¬3) من (ج).
(¬4) من (ب).
(¬5) في (ب) الحض.
(¬6) في (ب) الإرشاد والصواب: الإشارة.
(¬7) في (ب) و (ج) وعلى حسب اختلاف.
(¬8) في (ج) وضعت.
(¬9) هذه الجملة زائدة في (أ).
(¬10) في (ب) و (ج) ولن.
(¬11) "من" لا توجد في (أ).
পৃষ্ঠা ৪৬