مستحضرًا رواياته لكتابي البخاري ومسلم، معتنيًا بصحة الرواية وبيان الفروق بين رواة كتابي الشيخين. مثال ذلك:
- ذكر حديث مسلم عن أبي هريرة، أن رسول الله ﷺ قال: (نحن أحق بالشك من إبراهيم)، ثم قال: خرجه البخاري في باب قول الله تعالى: ﴿وَنَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيفِ إِبْرَاهِيمَ﴾ من كتاب الأنبياء، وفي تفسير سورة البقرة، وفي كليهما قال: (نحن أحق من إبراهيم)، ولم يقل: بالشك، وكذلك في تفسير سورة يوسف ﵇. هكذا فيما رأيت من النسخ المروية عن أبي ذر، إلا في رواية الأصيلي عن أبي زيد المروزي، فإنه وقع له في كتاب التفسير كما وقع لمسلم (نحن أحق بالشك من إبراهيم).
* ومن تحريره تتبعه لنسخ الصحيح. مثاله:
- ما ذكره عند حديث عائشة في الكشوف فإنه أورده من رواية مسلم، ثم قال: وقال البخاري: فخسفت الشمس فركع ضحى. وقال: وانصرف فقال ما شاء الله أن يقول، ثم أمرهم أن يتعوذوا من عذاب القبر، ولم يذكر قول مسلم بن الحجاج "إني قد رأيتكم ... " إلى آخره. ووقع عنده هذا الحديث الذي فيه ذكر اليهودية ناقصًا، وذلك أنه ذكر أن النبي ﷺ قام، ثم ركع، ثم قام، ثم ركع، ثم سجد، ثم قام، ثم ركع، ثم قام، ثم سجد، وكذلك رأيته في غير نسخة. ا. هـ.
فانظر إلى قوله: وكذلك رأيته في غير نسخة، فإنه لم يكتف بالوقوف على نسخة منه حتى تتبع ذلك في غير نسخة.
وعلى هذا فنسخة من كتاب الجمع بين الصحيحين للحافظ عبد الحق
مقدمة / 26