وأخلق بأصحاب أثيناوس أن يقولوا إنهم هم أيضا لا يحكمون فى هذه بشىء، وذلك أنها مجاوزة لحد الطب. لكنهم يكتفون بالحار، والبارد، واليابس، والرطب التى قد يقدرون أن يوجدونا إياها فى أبدان الحيوان عيانا. ويمكنهم أن يحعلوها استقصات للأبدان، وللطب كله.
وما بى حاجة الآن إلى أن أصف ما عليه قولهم من الشناعة، والبعد من القياس فى تصييرهم الحار، والبارد، واليابس، والرطب استقصات للطب، كما صيروها اسطقسات أبدان الحيوان، إذ كان هذا القول قد شهر بالشناعة عند كثير من الناس، وألزموا صاحبهم القديم به الذم، والهزاء الشديد، وصيروه فى حد من لا يوثق به.
ومن أعظم جناية عليه ممن قال إنه لا يحتاج إلى أن يأتى بالبرهان على الاسطقسات لظهورها فى العيان، وأوجب مع ذلك أن يصيرها اسطقسات للطب، ولأبدان الحيوان.
وما أرانى إلا سأبين أنه لم يدع أثيناوس إلى أن خاف، وتوقى أن يقول: النار، والماء، والهواء، والأرض، وقال: الحار، والبارد، والرطب، واليابس، شىء سوى أن لم يشعر بما فى هذه الأسماء من المعانى المشتركة.
পৃষ্ঠা ৭৪