وإلا فهذا من أبعد الأشياء من المعقول أن يقال إنه لما كان ليس يظهر فى البدن واحد من الأربعة خالصا، وجب ضرورة أن يدفع أنها كلها أسطقسات البدن.
وما ذلك إلا بمنزلة قول من دفع أن يكون المرهم المعروف بالأخلاط الأربعة مركبا من شمع، وراتينج، وزفت، وشحم، من قبل أنه ليس ترى فيه واحدا من هذه الأخلاط الأربعة مفردا على حدته خالصا.
وما حاجتى إلى ذكر ما قد خالط بعضه بعضا بالكلية على هذا المثال.
وأنا أجد الأدوية اليابسة المؤلفة من التوتيا، والإثمد، والنحاس المحرق، بعد أن تسحق سحقا ناعما، لا يبقى فيها من الأدوية المفردة شىء منفرد خالص على حدته. ولا تقدر أن تأخذ منها جزءا — ولو أقل القليل — فنجد فيه واحدا من هذه الأربعة الأخلاط — أيها كان — مفردا، خالصا، لا يشويه غيره.
পৃষ্ঠা ৬৬