ثم من بعد ذلك أيضا فإن أنحاء العلاج والشفاء تلك الكثيرة، المختلفة فقد يبطلها من زعم أن الموجود واحد. وذلك أنه إن كان الموجود شيئا واحدا، فإن أبداننا إما أن لا تصاب أصلا بشىء من الأسقام، وإما إن نالها شىء من الأمراض، فليس ينالها إلا ضرب واحد منها. فيجب من ذلك أن يكون شفاؤها بشىء واحد. فإن كان ذلك حقا، فقد هدر الطب عن آخره. وذلك أنه إن كان الشفاء إنما يكون بأشياء كثيرة فقد يحتاج إلى الطبيب ليستخرج ما الذى يوافق فى كل واحد من الأمراض، حتى يكون به الشفاء. فإن كان الشىء الذى يكون به الشفاء فى الصورة واحدا، والسبب المحدث للمرض واحدا، فليس يخاف الخطأ أصلا .
فقد بان أن أبقراط قد أحسن فى قوله منذ أول افتتاح كتابه حين قال:
إن من اعتاد أن يسمع من القول فى طبيعة الإنسان ما هو خارج عما يصلح فى صناعة الطب، فليس يوافقه سماع هذا القول
ثم أتبع ذلك بأن قال:
وذلك أنى لست أزعم أن الإنسان فى جملته هواء، أعنى أنه ليس هو بكليته من الهواء، ولا هو من الماء وحده.
পৃষ্ঠা ৬৩