وقد سلك ابقراط أيضا هذا المسلك. وذلك أنه بين أن من زعم أن اسطقس الأشياء، وأصلها واحد يبطل صناعة الطب أصلا. وأنه لا يوافقه سماع هذا القول. ثم إنه بعد ذلك قصد لنقض قوله. والأمر فى أن من ادعى أن الموجود شىء واحد يبطل أصول العلم بالطبائع كما ذكر أرسطوطاليس، وأصول الطب كما ذكر بقراطن، بين، واضح.
وذلك أن العلم بالطبائع إنما هو العلم بالأجسام التى هى فى الكون والفساد. وبالجملة: فى التغيير. فإن كان الموجود شيئا واحدا، فقد بطلت تلك.
وكذلك أيضا يبطل الطب.
أما أولا: فمن قبل أن الطب إنما هو كالخادم للكون، والفساد. فإن لم نسلم أن الكون والفساد موجودان، يبطل ببطلانهما الطب.
পৃষ্ঠা ৬২