واستعملوا كلهم فى تبيين ما ادعوا معنى واحدا، مشتركا، ولم يدع كلهم اسطقسا واحدا بعينه.
وقد ذم ذلك منهم، وتنقصهم فيه بقراظ، فقال فى أول كتابه هذا القول:
وكلهم يستعمل معنى واحدا بعينه، لكنهم ليس يدعون دعوى واحدة. ثم أردف ذلك بأن قال هذا القول:
لكنهم يجعلون حجتهم فى معناهم حجة واحدة. إلا أنهم ليس يدعون دعوى واحدة.
وقد وصفنا قبل ما تلك الحجة: وهى أن المدعى أن الأرض هى الاسطقس، إنما يقيس، فينتج أن الأرض هى الاسطقس من أنها إذا تخلخلت، صارت ماء. وإذا انحلت أكثر من ذلك، وسخفت صارت هواء. ثم إذا أفرطت عليها السخاقة صارت نارا.
وكذلك يحتج عن زعم أن الهواء هو اسطقس الأشياء، ومن زعم النار هى اسطقس الأشياء، ومن أدعى أن الماء هو اسطقس الأشياء، كما بينت قبل.
فقد بان أن جميعهم يحتج بحجة واحدة على ضروب من الدعوى مختلفة.
ومن أول خطائهم أنهم ليس ينتجون من قياسهم ما يجب عنه.
وذلك أن النتيجة التى تجب عن القياس الذى جاءوا به إنما كانت أن يقولوا: إنه قد يجب عن ذلك أن العنصر المشترك لجميع الأجسام الأول، والجوهر العام الذى به قوامها، هو واحد.
পৃষ্ঠা ৫৬