[chapter 4: I 4]
وإن أولى الأمر عندى بالتعجب كيف يلقى الناس من ادعى هذه الدعوى ببعض القبول، وكانوا عندهم فى حد من يعنى بقوله، أو من يعجز عن دفعه.
إلا أن بقراط على حال قد قصد لمناقضة أصحاب هذا القول. ولم يفعل ذلك وهو يرى أنه يأتى أمرا عظيم العناء. لكنه إنما فعل ذلك لما انتشر لأصحاب هذه الأقاويل من الذكر فى الناس، مع خمولهم، وذلك أن هؤلاء الذين أدعوا أن أصل الأشياء هو شىء واحد، لم يستعملوا الأقاويل فى تثبيت حجتهم، ولا ما يقنع به على طريق التمويه، أو يتعذر نقضه، فضلا عما سوى ذلك. لكن شتاعة حجتهم بينة، واضحة، لا يعسر على أحد الوقوف عليها.
وذلك أن من زعم أن الماء هو أصل الأشياء إنما أدعى أنه اسطقس الأشياء، وأصلها من قبل أنه إذا سخف، ورق، صار تارا. وإذا اجتمع، وتلزز، صار أرضا. وإذا سخف، وتخلخل صار هواء. فإن سخف، وتخلخل أكثر من ذلك، صار نارا.
ومن زعم أيضا أن الهواء أصل الأشياء، إنما ادعى أنه استقص الأشياء، وأصلها من قبل أنه إذا كثف وتلزز صار ماء. فإن صار إلى ماء أزيد من ذلك من الكثافة، والتلزز، صار أرضا.
পৃষ্ঠা ৫২