ويتبع هذا القول أن يكون العالم واحدا فقط. ويتبع ذلك أيضا إذ كان قدر فيه الخالق أن يكون جسما أن يجعله لا محالة مرئيا محسوسا. والمرئى لا يكون بلا نار والمحسوس لا يكون بلا أرض، فلذلك خلق العالم من نار وأرض. وجعل بينهما جسمين آخرين وهما الماء والهواء لأن جميع المجسمات لها متوسطان كما أن جميع السطوح البسيطة لها متوسط واحد، فقد بين ذلك أوقليدس. ولم يترك من ذلك الجوهر شيئا وراء العالم لأنه أراد أن يجعله دائما ما يمكن غير قابل التأثير. وذلك أنه لو كان يحيط بالجسم المحيط بجميع العالم من خارجه أجسام حارة وباردة وغير ذلك من الأجسام التى قواها قوية تماسه على غير ما ينبغى لكانت تلك الأجسام تحله، فإذن حدث فيه من ذلك أمراض وهرم وانتقض. ولذلك جعل الخالق تبارك وتعالى أقاصى السماء جسما مدورا أملس متشابه الأجزاء لا حاجة به إلى أن يكون له رجل أو يد. وذلك أنه جعله متحركا بذاته غير محتاج إلى غيره لأنه لا شىء خارج عنه. وكذلك لم يحتج إلى عين ولا أذن ولا شفتين
[chapter 4]
পৃষ্ঠা ৬