فجميع ما ذكر خلقه إلى هذا الموضع يزعم أن سبب كونه العقل. وأما سائر الأشياء الأخر التى يذكرها فيما بعد فيزعم أن كونها ضرورى. وذلك أن كون العالم ممتزج من الأمر الضرورى ومن العقل وإن العقل يتسلط على الأمر الضرورى وذلك 〈أنه يقنعه〉 بأن يجعل أكثر الأشياء التى تكون بالحال الأجواد والأصلح. ثم قال: فحدث هذا العالم عند قنوع الأمر الضرورى. وقد يسمى الأمر الضرورى العلة المضطربة ويدل هذا الاسم عنده على التشويش وعلى ما كان على غير نظام ولا دماثة ثم إنه عاد إلى وصف ذلك وتكلم فى استحالة الأرض والنار والماء والهواء بعضها إلى بعض. وسمى الشىء الذى يعمها جميعا الباقى عند استحالتها الوالدة والمرضعة للمكون. وقال: إنها موضوعة منذ أول الأمر معدة كما شبهها للأب، لأن العالم حدث وتولد عن المادة والصورة
[chapter 9]
ثم إنه بعد هذا يقول قولا عاميا فى وجود جميع الصور وهو بنفس ألفاظه على هذا المثال: فإن كان العقل والفكر الحقيقى جنسين فيجب ضرورة أن توجد أنواع قائمة لذاتها لا نحس 〈بها بل〉 نتوهمها فقط توهما، وإن كان الفصل بين الفكر الحقيقى والعقل كما توهم بعض الناس أنه لا يوجد شىء من جميع الأشياء التى فى البدن نحس به فقد يجب أن نضع بثقة ويقين أنه ينبغى أن يقال إن لهذين نوعين، لأن كونهما متباين وهما غير متشابهين. وذلك أن أحدهما فينا يكون بالعلم والآخر بالإقناع، وكون الأول دائما بقياس حقيقى وأما الثانى.
পৃষ্ঠা ১৩