٥ وإذا كان بقراط قد يبلغ من تلطيفه للغذاء منذ أول المرض هذا المبلغ كله حتى يكون ما ينيله المريض إنما هو بقدر ما يكون قد ورد البدن شىء بسبب العادة ولا يفرط الخوى عليه فكم بالحرى يكون تلطيفه لتدبيره إذا مرت الأيام فقد قال بقراط ان من كان منتهى مرضه يأتى بدءا فينبغى أن يدبر بالتدبير اللطيف بدءا ومن كان منتهى مرضه يتأخر فينبغى أن يمنع من الغذاء فى وقت المنتهى وقبله بقليل ويدبر قبل ذلك تدبيرا أغلظ كيما يبقى فإذا كان فى الوقت الذى يحتاج فيه إلى التدبير الذى هو أغلظ إنما يسقى من ماء كشك الشعير مقدارا يسيرا جدا حتى يكون التدبير قريبا من تدبير من يمنع الغذاء بتة ثم كان ينقص من هذا المقدار أيضا دائما إلى أن يبلغ إلى وقت المنتهى ثم يأمر بالامتناع فى وقت المنتهى من الغذاء فقد تبين لك أن مبلغ تدبيره فى اللطافة مبلغ عظيم جدا فقول ارسسطراطس على هذا القياس أشبه بالحق وهو ما قاله من أن آل بقراط يتوقون كل غذاء لأنهم كانوا يرون أن الغذاء إنما هو بمنزلة الوقيد للحم ولذلك لم يكونوا يكادون يغذون أصحاب الأمراض الحادة إلى أن يجوز اليوم السابع فإن خافوا على قوته أن تخور اقتصروا به على ماء العسل ولم يكونوا يغذون المريض الذى تكون مدة مرضه إلى السابع كما قلت بماء كشك الشعير إلا فى الندرة وأما الأمراض التى يكون انقضاؤها فى أربعة عشر يوما فليس يمكن أن يقتصر بالمريض فيها على التغذية بماء العسل لكنهم كانوا يقتصرون بالمريض الذى هذه حاله على كشك الشعير فيغذونه به من أول مرضه ولا يقربونه شيئا غيره من الأغذية بتة وليس البحث عن هذا التدبير هل بقراط فيه مصيب أو مخطئ من كلامى هذا فى شىء فأما الأمر الذى قصدت له فقد وضح وتبين وهو أن بقراط أشد استعمالا من جميع من عز قبله من الأطباء للتدبير اللطيف وأن أرسسطراطس لم يكذب عليه وعلى آله
[chapter 6]
পৃষ্ঠা ৯৪