وقد وجدتهم لا يصلون إلى معرفة الحاضر من الأمراض. وكثيرا ما رأيت المريض قد سقطت قوته وعرضه له عارض غير ذلك شبيه به، والمتطببون لا يعلمون من أى سبب عرض له ذلك العارض. وقد قال أيضا فى هذا أبقراط قولا أنا واصفه لك، وهو هذا «وما وجدت الأطباء أيضا يخبرون من أمر المرضى كيف ينبغى لهم أن يتعرفوا ما يعرض لهم من سقوط النفس. هل هو لضعف القوة، أو من هيجان الوجع وشدته وحدة المرض وما يحدث من سائر الأعراض من قبل طبيعة البدن وحاله وأصناف ذلك». وأكثر المتطببين، مع تقصيره عن هذا، قد يهزأ بالقائل لهذا الكلام، ولا يحمد من يطلب سبب كل شىء مما يعرض للمريض، لكنه يروم أن يهزأ به ويثلبه، ويطعن عليه بأنه يتكلف فضلا لا يحتاج إليه وإنما طلبه له عبث. وإذا استدعى منهم فهم الكلام فى ذلك قالوا «لسنا سوفسطائية ولا أصحاب حجاج، لكنا ممن قد يكتفى بعلاج الطب على طريق التجارب.» فإذا فضحوا فى علاج المرضى، وجدت بعضهم عند الفضيحة يستعمل القحة والمكابرة لمن يناظره. ووجدت بعضهم يسكت فى ذلك الوقت ثم يرصد الفاضح له بالحيل والمكر، ويدبر عليه حتى يوقعه فى بلية كما دبر على قوينطس أهل زمانه من المتطببين حتى نفى. وقد ينبغى أن نصف الطريق الذى به يفتضحون فى علاج المرضى. فإن هذا هو الغرض الذى قصدنا له فى كتابنا هذا.
পৃষ্ঠা ৫২