وإنى لأعرف كثيرا من المتطببين لا يحضرهم ما يحتاجون إليه من الأدوية وسائر الآلة عند العارض الذى يحدث للمريض بغتة. فقد يعرض للمريض كثيرا سقوط القوة بغتة، إما من رعاف يعرض له أو نزف دم من غير المنخرين. وربما عرض له ذلك من اختلاف مفرط أو من عرق أو من قىء أو من صعوبة الألم. وكثير من المرضى يعرض لهم بغتة، من غير أن يكون أحد ممن حضره من الأطباء قد تقدم فأنذر بشىء من ذلك سبات مفرط كان، أو تشنج فى العصب، أو اختلاط فى الذهن. وربما فاجأت الحمى المريض، وهو يتناول الغذاء، من غير نافض ولا يكون أحد ممن بحضرته من الأطباء قد تقدم فأنذر بذلك. وإذا كان ذلك، فكيف ينبغى أن يكون هرب الأطباء ودخولهم فى الأرض إذا كانوا حضورا للمريض ولم يعلموا بما سيحدث به من ذلك العارض! وكانوا إذا لم يستعدوا ويتقدموا فيما يحتاجون إليه، فقد عرضوا المريض للتلف. وذلك أنه قد يعرض للمريض أيضا نقصان النفس بغتة وسقوطها، وأن يصفر لونه، وتبطل حركة عروقه، ويبرد بدنه بردا شديدا ولا يوجد عند الأطباء شىء من معرفة ذلك ، فيعتدوا بجميع ما يحتاج إليه.
وليس ينبغى أن يقتصر من المتطبب على أن يعد جميع ما يحتاج إليه من الأدوية والأغذية والأشربة وسائر الآلة لما يحدث على المريض، لكنه قد يجب عليه إذا علم أن حادثا سيحدث، أن يلتمس دفع السبب الذى منه يحدث ذلك الحادث، حتى يمنعه من أن يحدث البتة به، إن كان ذلك ممكنا. وإن كان ذلك غير ممكن، اجتهد فيما يكسر من عادية ذلك الحادث وينقص من شدته. وأما قولى إنه ينبغى أن يستعد ويتأهب الطبيب لما يحدث بالمريض، هو بعد أن يتقدم فيعلم شيئا شيئا مما يحدث به.
٣
পৃষ্ঠা ৫০