unity ، بل إنه على العكس قد لا يشعر بوجود بعض هذه العناصر على الرغم من أن الوحدة التي يدركها قد يكون من الممكن بعد ذلك تحليلها إلى عناصرها التي تتألف منها. وأنا حين أدرك الكل بوصفه كلا فإنني أضفي على العناصر كيفيات معينة لم تكن هذه العناصر على الرغم من أن الوحدة التي يدركها قد يكون من الممكن بعد ذلك تحليلها إلى عناصرها التي تتألف منها. وأنا حين أدرك الكل بوصفه كلا فإنني أضفي على العناصر كيفيات معينة لم تكن هذه العناصر لتملكها بطريقة أخرى. ومعنى ذلك أن نتيجة نشاط الانتباه هي تكامل العناصر في وحدة واحدة. غير أننا يجب ألا نوحد بين النشاط التكاملي وبين الخيال البنائي، لأننا في حالة الخيال البنائي نكون على وعي بالأجزاء التي نبني منها هذا الكل، بينما في حالة الانتباه تتكامل العناصر التي تشكل موضوع الانتباه دون أن نشعر بهذه العناصر ولا بعملية التكامل. وبدون نشاط التكامل المتضمن في عملية الانتباه، فإن هذه المنضدة الموجودة أمامي لا بد أن تكون عددا هائلا من المعطيات الحسية التي لا يمكن التمييز بينها وبين الكثرة غير المتعينة التي تحيط بي. إن الشرط السابق لإدراك المنضدة ككل بوصفها شيئا متميزا عن الموضوعات الأخرى لا يكمن في المنضدة ذاتها، بل في طريقة إدراكي لها، أعني أنه يكمن في طبيعة الانتباه. أما الأسباب التي تجعل المنضدة تظهر كشكل وسط خلفية، بحيث تتميز عن الأشياء الأخرى الموجودة في مجال الرؤية، فهي عبارة عن مجموعة من القواعد شرحها بالتفصيل أصحاب «نظرية الجشطالت».
ويذكرنا ذلك بما يقوله كانط
Kant
عن «الوحدة الترنسندنتالية للإدراك الذاتي». فهذا العنصر الموحد لا غنى عنه؛ إذ بفضله تتجمع جميع معطيات الحس في كل متكامل، وهذه الوحدة للإدراك الذاتي عند كانط ذات فاعلية نشطة في عملية الربط بين المعطيات الحسية في صلتها بذاتها. ومن ثم فإن وحدة الكثرة لا بد أن يضفيها هذا العنصر الموحد على الكثرة بنشاطه الخاص.
وكلما استطاع الفرد، بانتباهه النشط، أن يدرك المظاهر المنوعة لموضوع من الموضوعات في شيء واحد بعينه، أمكن أن يقال عن هذا الفرد إنه على وعي بوحدته الخاصة. والعكس صحيح أيضا، أعني أنه كلما كان الفرد وحدة تظهر في انتباهه النشط، كان الفرد قادرا على إدراك موضوع ما بوصفه شيئا واحدا. ومعنى ذلك أنه إذا قيل إن هناك شيئا من الأشياء، فالسبب أن هناك شيئا ينتبه إليه، وهو ينتبه إليه كشيء واحد رغم تعدده.
معنى ذلك أن وحدة الذات لا يمكن تصورها بدون وحدة الموضوع، فوحدة الذات ووحدة الموضوع يتضمن كل منهما الآخر، ولا يمكن أن يوجد أحدهما بدون الآخر. وهاتان الوحدتان معا هما تعبير عن النشاط المتضمن في عملية الانتباه. وطالما أن عملية الانتباه لا يمكن أن توجه إلا إلى موضوع رئيسي واحد في لحظة ما، فإنه لهذا السبب يقال إن الفرد لا يستطيع أن يقوم إلا بعمل رئيسي واحد في لحظة بعينها.
ويجمل بنا هنا أن نسوق للقارئ تعريفا دقيقا - كبر أو صغر - لما نعنيه بكلمة «الفرد». يقصد بلفظ «الفرد» الكل العضوي «الذي تتصف أجزاؤه بصفات خاصة من حيث علاقتها بالكل. ومثل هذا الكل ليس مجرد تجميع لأجزاء مستقلة، بل هو مركب من أجزاء تتحدد من حيث علاقاتها بهذا الكل. والكل الذي تتحد أجزاؤه بهذه الطريقة لا يكون سوى شيء رئيسي واحد في لحظة معينة. لكن ما المقصود بالشيء الرئيس الواحد؟ هذا ما عبر عنه السير تشارلز شرنجتون
Sir Charles Sherrington
بقوله:
55 «إنه فعل حركي من هذا النوع الذي لا يكون لأي حادث آخر يقع معه إلا اقتران ضئيل للغاية في الذهن، في حين أنه هو نفسه يكون له اقتران تام وكامل، إنه ليستطيع أن يفرغ ما بالذهن تماما في «ذاته» ...» وإذا ما ترجمنا هذه العبارة إلى اللغة التي نستخدمها، أمكن لنا أن نقول: إن الشيء الرئيسي الواحد الذي يكون عليه الفرد بما هو كذلك في لحظة ما، هو فعل الانتباه الموجه أساسا إلى موضوع واحد بعينه.
অজানা পৃষ্ঠা