كان لهذه الحجج وغيرها الكثير الأثر المتوقع بين نبلاء حزب الأمير جون. وافق معظمهم على حضور الاجتماع المقترح في يورك؛ بغرض اتخاذ التدابير لتتويج الأمير جون.
في وقت متأخر من الليل رجع فيتزورس إلى قلعة آشبي، حيث قابل دي براسي الذي كان قد استبدل بثياب المأدبة سترة خضراء قصيرة وغطاء رأس جلديا، وأمسك بسيف قصير وقوس طويلة في يده، ودس حزمة من السهام في حزامه. نظر فيتزورس إليه بانتباه، وتعرف على الفارس النورماندي في زي جندي إنجليزي.
قال فيتزورس: «أي هزل هذا يا دي براسي؟ أهذا وقت مناسب لارتداء أزياء تنكرية، بينما مصير سيدنا الأمير جون على وشك أن يتخذ القرار فيه؟ لم لم تكن، مثلي، بين هؤلاء الجبناء الرعاديد الذين يرعبهم مجرد ذكر اسم الملك ريتشارد؟»
أجاب دي براسي بهدوء: «لقد كنت أعتني بشئوني، مثلما تعتني أنت أيضا يا فيتزورس بشئونك الخاصة.»
قال والديمار مرددا عبارته: «أهتم بمصلحتي الخاصة! بل أهتم بمصلحة الأمير جون، مولانا المشترك.»
قال دي براسي: «وهل لديك أي سبب آخر لذلك يا والديمار يفوق إعلاء مصلحتك الخاصة؟ بربك يا فيتزورس، فكل منا يعرف الآخر. الطموح هو مسعاك، أما ما أريده فهو المتعة، وهذا يتناسب مع عمرينا المختلفين، ولكنك ترى الأمير جون كما أراه؛ أنه أضعف من أن يكون ملكا حازما، وأكثر استبدادا من أن يكون ملكا سهلا لينا، وأكثر تقلبا في المزاج وجبنا من أن يكون ملكا من أي نوع لمدة طويلة ، لكنه ملك يأمل كل من فيتزورس ودي براسي أن ينالا الرفعة والازدهار على يديه؛ ولذلك نعاونه؛ أنت بسياستك، وأنا برماح رفقائي الأحرار.»
قال فيتزورس بنفاد صبر: «إنك معاون واعد، تتظاهر بالحماقة في لحظات الضرورة القصوى. بربك قل لي، ما غرضك من هذا التنكر السخيف في مثل هذا الوقت العصيب؟»
أجاب دي براسي بهدوء: «لكي أحصل على زوجة بالقوة على طريقة قبيلة بنيامين. بعبارة أخرى، سأباغت بهذا الزي نفسه ذلك القطيع من الثيران الساكسونية الذين غادروا آشبي في هذه الليلة، وأخطف منهم الجميلة روينا.»
قال فيتزورس: «أجننت يا دي براسي؟ تذكر أنه على الرغم من أن أولئك الرجال ساكسونيون فإنهم أغنياء وأقوياء، ويحظون بأكبر قدر من احترام مواطنيهم؛ فلا يتمتع بالثروة والشرف سوى عدد قليل من أبناء النسل الساكسوني.»
قال دي براسي: «ويجب ألا يتمتع بهما أحد منهم على الإطلاق؛ لذا يجب علينا أن نستكمل غزونا.»
অজানা পৃষ্ঠা