مقدمة
شخوص الرواية
الفصل الأول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
অজানা পৃষ্ঠা
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
অজানা পৃষ্ঠা
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرون
الفصل الحادي والعشرون
الفصل الثاني والعشرون
الفصل الثالث والعشرون
الفصل الرابع والعشرون
الفصل الخامس والعشرون
الفصل السادس والعشرون
الفصل السابع والعشرون
الفصل الثامن والعشرون
অজানা পৃষ্ঠা
الفصل التاسع والعشرون
الفصل الثلاثون
الفصل الحادي والثلاثون
الفصل الثاني والثلاثون
الفصل الثالث والثلاثون
الفصل الرابع والثلاثون
الفصل الخامس والثلاثون
الفصل السادس والثلاثون
الفصل السابع والثلاثون
الفصل الثامن والثلاثون
অজানা পৃষ্ঠা
الفصل التاسع والثلاثون
مقدمة
شخوص الرواية
الفصل الأول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
অজানা পৃষ্ঠা
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر
অজানা পৃষ্ঠা
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرون
الفصل الحادي والعشرون
الفصل الثاني والعشرون
الفصل الثالث والعشرون
الفصل الرابع والعشرون
الفصل الخامس والعشرون
الفصل السادس والعشرون
الفصل السابع والعشرون
অজানা পৃষ্ঠা
الفصل الثامن والعشرون
الفصل التاسع والعشرون
الفصل الثلاثون
الفصل الحادي والثلاثون
الفصل الثاني والثلاثون
الفصل الثالث والثلاثون
الفصل الرابع والثلاثون
الفصل الخامس والثلاثون
الفصل السادس والثلاثون
الفصل السابع والثلاثون
অজানা পৃষ্ঠা
الفصل الثامن والثلاثون
الفصل التاسع والثلاثون
إيفانهو
إيفانهو
تأليف
والتر سكوت
ترجمة
ياسمين العربي
مراجعة
محمد حامد درويش
অজানা পৃষ্ঠা
نسخة مختصرة ومنقحة مع مقدمة بقلم
فاني جونسون
مديرة مدرسة بولتون الثانوية سابقا.
قلعة كوننجزبيرج.
مقدمة
كانت رواية إيفانهو (الصادرة عام 1820) إحدى روايات «وافيرلي» الأخيرة. كان مؤلفها السير والتر سكوت، الذي ولد في مدينة إدنبرة عام 1771 ودرس ليصبح محاميا، قد كرس بمرور الوقت الجزء الأكبر من حياته للأدب، وكان أول نجاح كبير له في النثر هو رواية باسم «وافيرلي»، أو «ستون عاما مضت» (أي ستون عاما منذ عام 1805، حيث كتبت بالفعل أول بضعة فصول من الكتاب). كان من المفترض أن تقع أحداث القصة في أثناء تمرد عام 1745، ومن بين جميع الكتب الثلاثين التي تلت وافيرلي فإن وحدا وعشرين كتابا منها تستند إلى وقائع تاريخية. كثيرا ما يقال إن سكوت «ابتكر الرواية التاريخية»، وربما أفضل الطرق لفهم المقصود من هذا هو: أولا النظر في بعض الأسباب التي قادت إلى هذا النوع من الكتابة بالتحديد، وثانيا دراسة رواية إيفانهو نفسها، وفهم العناصر التي تتألف منها. (1)
إن في الأدب صيحات كما في الملبس، والمعمار، والأطعمة، وغيرها؛ إذ يمل الناس من قراءة نوع واحد من الحكايات أو القصائد، أو الاستماع لنوع واحد منها، وكذلك يمل الكتاب أنفسهم من تقليد بعضهم بعضا، ويستحضرون في أذهانهم بعض الأمور الجديدة ليحكوا عنها. كتب قدامى الروائيين الإنجليز، أمثال فيلدنج وريتشاردسون، قصصا عن أشخاص عاشوا في زمانهم، وجعلوا حياتهم أقرب ما يمكن إلى «الحياة الواقعية»، ولكن بعد ذلك بوقت ليس بالطويل نمت ذائقة للقصص الأكثر إثارة (الحالمة)، التي تحوي أحداثا غير طبيعية أو غير معتادة أو حتى غير ممكنة الحدوث. وفي الوقت نفسه ظهر عدة مؤرخين، أمثال هيوم (تاريخ إنجلترا، 1754-1762)، وروبرتسون (تاريخ اسكتلندا، 1759، إلخ)، وجيبون (تاريخ ضعف وسقوط الإمبراطورية الرومانية، 1776-1788)، وتيرنر (تاريخ الأنجلوساكسونيين، 1799-1805)، الذين تمكنوا بأساليبهم وطرقهم الممتازة من إثارة اهتمام واسع بالتاريخ وزيادة المعرفة العامة به. كما أدت ظروف أخرى إلى استرعاء الانتباه، ليس فقط إلى الأحداث التاريخية كالمعارك والمجالس النيابية وحياة الملوك، ولكن أيضا لكل ما فات من الحياة السابقة للأمم؛ ملابسهم، ودروعهم، ومنازلهم، وأثاثهم. باختصار، نشأ اهتمام بكل شيء يشمله مصطلح علم الآثار القديمة، أو ما كان يسمى قديما بالعصور القديمة.
وعلى نحو مماثل انصب اهتمام كبير على القصائد القصصية الإنجليزية والاسكتلندية القديمة، التي تروي قصصا من التاريخ الأسطوري بأبطاله من أمثال: روبين هود، ووالاس، وريتشارد قلب الأسد. كان سكوت نفسه جامعا كبيرا للقصائد القصصية، وكذلك لقصص العصور القديمة، ومن بين كتاباته الأولى كانت المقدمات والحواشي التي ساهمت في تأليف الأشعار الشعبية للحدود الاسكتلندية (1802)، التي تتكون من كتابين من القصائد من النوع الذي كان يغنيه قديما الشعراء أو المغنون المتجولون. كان أبواه وجداه قد شهدوا وقائع مشوقة (حالمة) من التاريخ الفعلي، كثورتي 1715 و1745، حيث سعى كل من المطالب بالعرش جيمس بن جيمس الثاني و«الأمير تشارلي» على التوالي لإنجاح مزاعمهما باستحقاق التاج الإنجليزي. وكان لدى أمه الكثير من الحكايات والأساطير حول هذه الأحداث، وكذلك حول المعارك والمغامرات الجامحة بين الاسكتلنديين على الحدود وفي المرتفعات في سابق عصرهم. كما كان له اطلاع واسع باللغات الأخرى إلى جانب لغته الأم، ولا سيما الألمانية والإيطالية، اللتان لهما شأن في التاريخ العريق والحكايات الخيالية. وهكذا عاشت أفكاره في الحاضر إلى حد كبير كما في الماضي، وبالسير في شوارع إدنبرة، كان يرى بعيني خياله الشخصيات التاريخية العظيمة؛ الملكة ماري، أو دندي، أو مونتروز، حسبما تقتضي الحال، وذلك عندما تقع عيناه على أحد آثار العصور القديمة كبعض النقوش الحجرية القديمة، أو زقاق ضيق قديم. كتب كذلك قصصا شعرية، مثل أنشودة الشادي الأخير (1805)، وامرأة البحيرة، ومارميون، حيث مزج بين شخصيات حقيقية وخيالية؛ وهكذا نال شهرته بوصفه شاعرا. صدرت رواية وافيرلي (1814) باسم مجهول، وكان نجاحها فوريا ودائما لدرجة جعلت مؤلفها يقضي بعدها الجزء الأكبر من حياته في كتابة روايات مماثلة.
أشهر تلك الروايات هي الوفيات القديمة (1816)، وبوب روي، وقلب ميدلوثيان (1818)، وكانت كلها تدور في بعض فترات التاريخ الاسكتلندي، وكينيلورث (1821) التي لعبت فيها الملكة إليزابيث أحد الأدوار الرئيسة، وحظوظ نايجل (1822) التي وقعت أحداثها في عهد جيمس الأول، وكوينتن دوروارد (1823)، وهي قصة عن رامي سهام اسكتلندي كان في خدمة لويس الحادي عشر ملك فرنسا. وتعد رواية إيفانهو نفسها أولى «روايات وافيرلي» التي تتناول التاريخ الإنجليزي، وليس التاريخ الاسكتلندي. (2)
لا تستند رواية «إيفانهو» إلى أي أحداث تاريخية كما في رواية الطلسم، على سبيل المثال، التي تستند إلى الحملة الصليبية الثالثة، وإنما تحاكي في فصولها الكتب التاريخية القديمة، التي كانت تحمل عناوين مثل «أحوال العباد» أو «العادات والتقاليد»، حتى إن الكاتب نفسه أطلق عليها اسم «حكاية فروسية»، و«الاختلاف بين النورمانديين والساكسونيين»، وهو الموضوع الرئيس - من الناحية التاريخية - للقصة؛ ما يشير إلى حالة الأمور التي كانت في فترة تاريخية غير محددة، وليس إلى أحداث عام معين. ومع ذلك فتاريخها محدد بحدث واحد معين، وهو عودة الملك ريتشارد إلى إنجلترا بعد سجنه في عام 1194. لكن ظروف تلك العودة، كما وصفها سكوت، بعيدة كل البعد عما حدث في الواقع. والحقائق التاريخية، حتى ذلك التاريخ، كما هي واردة في الرواية، هي كالآتي:
অজানা পৃষ্ঠা
في عام 1192، تلقى فيليب ملك فرنسا من جون وأرسل له معلومات عن أسر الملك ريتشارد على يد أرشيدوق النمسا، وذلك خلال عودته من الحملة الصليبية. وكان الأمير جون، في غياب الملك ريتشارد، قد أسقط سلطة الوصي على العرش، المكروه من العامة، ويليام لونجشامب أسقف مدينة إيلي، واستولى على القلاع الملكية في تيكهل ونوتينجهام. وهرع إلى فرنسا لدى سماعه بسجن أخيه، حيث عقد اتفاقيات سرية مع الملك فيليب للتعاضد في مواجهة عدوهما المشترك ريتشارد، ثم عندما عاد إلى إنجلترا نشر بالخارج أخبارا عن وفاة ريتشارد، وعندما رفض قضاة المحكمة العليا (مسئولون كانوا يحفظون النظام إلى جانب الوصي على العرش) الاعتراف به ملكا، لجأ إلى حمل السلاح. وقعت مناوشات، وجرت خسارة قلاع والظفر بقلاع أخرى ما بين الطرفين، وأخذت إلينور، الملكة الأم، الصف المعارض لجون، وعملت على جمع فدية ريتشارد المتفق عليها برضا ملحوظ من معظم رعاياه. وفي يوليو 1193، أرسل فيليب الرسالة المذكورة في الفصل الحادي عشر، التي كانت تعني أن شروط إطلاق سراح ريتشارد قد قبلت أخيرا. وعلى إثر ذلك رجع جون إلى فرنسا، وتابع مكائده مع فيليب. أما ريتشارد فقد أطلق سراحه في فبراير 1194، ووصل إنجلترا في مارس من نفس العام، ثم عبر بعد ذلك إلى نورماندي، حيث قابل أخيرا أخاه المتمرد وعفا عنه، قائلا إنه لم يكن سوى «طفل» طائش، وكان جون حينئذ في السادسة والعشرين من عمره.
يا له من تسلسل للأحداث! يوصف مجتمع تلك الفترة بأنه (أ) في حالة اضطراب مدني، (ب) وواقع تحت تأثير أفكار الفروسية وعاداتها ، (ج ) وتابع للثروة، ولكنه يميل إلى اضطهاد اليهود. (أ)
كانت حالة الحرب الأهلية (أي النزاعات المشتملة على القتال وإراقة الدماء بين الفصائل الصغيرة للمجتمع) سمة مميزة بالطبع لجميع الدول الأوروبية في هذا الوقت. وكان الوضع في إنجلترا متفاقما بفعل الغزو النورماندي الحديث العهد نسبيا، وما تبعه من تغييرات في الملكية. وعلى الرغم من أن الساكسونيين لم يجردوا من ملكية أراضيهم (سيدريك وأثيلستان، على سبيل المثال، ممثلان كغير مستهدفين في هذا الصدد)، فقد كانوا مستائين لكونهم حزب الأقلية والهزيمة، وعانوا من احتقار النورمانديين الأكثر رقيا بسبب عاداتهم وثقافتهم الأدنى. كما أن صعوبات التواصل، وحالة الجموح غير المهذب التي سادت في جزء كبير من البلد، أتاحت ظهور قطاع الطرق واللصوص المنظمين. كما أدت قوانين الغابة الصارمة التي أصدرها الملكان وليم الأول والثاني إلى ارتكاب النفوس الجريئة للجرائم؛ ما أدى إلى حالة من الخروج عن القانون. وكان الخارجون عن القانون (الأشخاص الذين لا تشملهم حماية القانون؛ ومن ثم يمكن لأي أحد إهانتهم أو مهاجمتهم دون الخوف من عقاب قانوني) يحمون أنفسهم بتكوين العصابات تحت قيادة رجال أمثال لوكسلي، ويعيشون على الصيد من الغابات، وعلى أسر المسافرين الأغنياء وطلب فدية عنهم. وكانت السلطة السائدة تمنح العزب أو البارونيات، كتلك التي منحت لإيفانهو، للمقربين من الملك، بغض النظر عن المطالبات السابقة؛ ومن ثم نشأت النزاعات، ووقعت المناوشات ووقائع فرض الحصار مثلما حدث لقلعة توركويلستون. وفي ظل حكم ملك قوي، مثل حكم الملك هنري الثاني (1100-1154)، عولجت حالة الفوضى هذه، ولكن حكم الضعف أو غياب السيادة أدى إلى تدهور حال البلاد مرة أخرى لترجع إلى حالة غياب القانون التي كانت عليها من قبل، ومن وقت لآخر ساد الوضع نفسه حتى نهاية القرن الخامس عشر، وكان يتخلله فترات من التحسن. (ب)
هذا التأسيس لحالة الشهامة، أو الفروسية، بعاداتها، ينتمي أيضا إلى فترة مطولة (تقريبا من القرن الحادي عشر إلى القرن الرابع عشر). كان بإمكان كل جندي شجاع أن يصبح فارسا جزاء لعمل بطولي يقوم به، ولكن شباب العائلات العريقة كانوا يحملون لقب الفارس في جميع الأحوال عندما يصلون إلى سن مناسبة، وكانوا يجتازون تدريبا مسبقا كوصفاء أو خدم لسيدات العائلات، وكحاملي دروع «إسكواير» أو مرافقين شخصيين للفرسان. وكانت الأجزاء المميزة لملابس الفرسان هي الحزام الذي كان يعلق فيه السيف والمهماز؛ لأنهم كانوا دوما يقاتلون على ظهور الجياد. كما كانوا كثيرا ما يرتدون سلسلة حول العنق، كعلامة مميزة لطائفة الفرسان التي ينتمون إليها؛ لذلك كان ارتداء سلسلة ومهماز يعني كون الشخص فارسا. وكان كل الفرسان يعتبرون نبلاء ومتساويين. فإذا أهان فارس فارسا آخر يرمي الفارس المهان قفازه الواقي أو قفازه المدرع في إشارة لتحد أو عرض للقتال، ثم يلتقط الآخر القفاز ويحتفظ به، ويعطي قفازه للآخر كرمز أو تعهد بقبول التحدي. كما كان يسمح في بعض الأحيان للشخص المتهم بالطعن في محاكمة بالمبارزة لإثبات براءته، وكان يفترض أن المنتصر في المبارزة قد أثبت بذلك عدالة قضيته؛ إذ جرى الاعتقاد بأن الرب يعطي النصر للشخص المحق، أو للمحارب الذي يقاتل نيابة عنه. وكان المكان الذي تعقد فيه تلك المبارزات يحاط بحواجز تسمى بالحلبات، وإذا تقاتل عدة فرسان أو أزواج من الفرسان كانوا يشكلون عراكا أو احتشادا، وكانت المعركة نفسها تسمى بمباراة الفروسية أو الدورة. كانت طريقة القتال المعتادة في المباريات هي المطاعنة، أو امتطاء الجواد والعدو به في اتجاه الخصم برمح أو حربة طويلة، كانت تمسك أفقيا (مبسوطة أو في حالة سكون)، أي منخفضة ومستقيمة، وفي استعداد للضرب. كان الهدف هو إيقاع الخصم من على جواده (وفي أثناء ذلك يكسر رمحه عادة)، وبعدئذ قد يتعرض للهجوم وقوفا بالسيف. وكان اسم المكان الذي تعقد فيه المباريات يسمى عادة بساحة المطاعنة، وكانت قطع من الأراضي تخصص لساحات المطاعنة، كما يحدث في يومنا هذا في ملاعب الكريكيت. وقد انتشرت المباريات في حوالي منتصف القرن الحادي عشر، وكانت للناس في ذلك العصر وسيلة للترفيه كالألعاب الرياضية أو مباريات الكريكيت في عصرنا الحالي. يروي أحد المؤرخين، وليام أوف نيوبورج، بتاريخ 1194، عن وسائل الترفيه هذه باعتبارها إحدى بدع العصر، ويصف الإثارة التي تتسبب فيها بين العامة. وقد حرمها هنري الثاني، لكن ريتشارد الأول شجعها وأشرف عليها؛ وكان ذلك، من ناحية، بلا شك، بغية الأموال التي كان يأخذها من المتنافسين. وكانت درجة الخطر أو القتال العنيف تتفاوت تبعا للوائح المنظمة لكل مناسبة، غير أنهم كانوا دائما يختارون سيدة جميلة «ملكة الحب والجمال»، التي كان حضورها يرمز إلى أنه من واجب الفارس أن يقاتل نيابة عن جميع النساء (والقساوسة والضعفاء)، وكانت تعطي الجوائز للفرسان المنتصرين في نهاية المنافسة. وقد غنى الشعراء عن أحوال الفرسان والسيدات على القيثارة، وكان هؤلاء الشعراء يعرفون بالتروبادوريين في فرنسا، وبالشداة في إنجلترا. كان الفرسان في هذه الفترة يرتدون دروعا مزردة مصنوعة من عقد أو حلقات من الحديد، وكانوا يضعون فوق رءوسهم خوذات من الفولاذ أو الحديد، وكان الجزء الذي يغطي الوجه فيها يسمى قناعا واقيا، وكان يصنع من القضبان التي تتخللها مسافات للتنفس أو تثقب فيه فتحات، ويمكن رفعه وإنزاله على الوجه؛ أما الجزء الأسفل أو الجزء المواجه للفم في القناع، فقد كان يسمى بالقبال. (ج)
كانت الشعوب المسيحية في هذه الفترة تعامل اليهود بكراهية شديدة؛ ففي معظم البلدان لم يكن يسمح لهم بامتلاك الأراضي أو أن يصبحوا مزارعين أو صناعا؛ ومن ثم كانوا يجبرون على العيش على التجارة، وشراء صناعات الغير وبيعها، وإن أصبحوا أغنياء بهذه الطريقة فكثيرا ما كانوا يقرضون المال للمحتاجين مقابل نسبة كبيرة من الربا أو الفائدة، التي كان يطلق عليها في بعض الأحيان أموال انتفاع، والتي كانت تدفع بالإضافة إلى المبلغ الأصلي المقترض مقابل الانتفاع به. حرمت الكنيسة الربا على المسيحيين، وكان ابتزاز اليهود للمسيحيين بها سببا آخر للكراهية التي كان يشعر بها المسيحيون تجاههم. وقد طردوا من إنجلترا على يد كنوت (1016-1035)، ولجئوا إلى نورماندي. عاد عدد منهم تحت حماية وليام الفاتح، وسمح لهم بالبقاء حتى الطرد الثاني في 1290 على يد إدوارد الأول. في هذه الفترة، كانت تحكمهم قوانين خاصة في كل مناحي الحياة. كانوا يعدون عبيدا أو أملاكا للملك الذي حماهم من سرقة الآخرين لهم حتى يتمكن من سرقتهم هو نفسه بحرية أكثر؛ ومن ثم كانوا معفيين من الضرائب الاعتيادية، ولكن كان ثمة فرع خاص في محكمة بيت المال، يسمى ببيت مال اليهود، الذي فرض عليهم الضرائب والغرامات، وكانوا يحاكمون في محاكم خاصة عن الجرائم والمخالفات الأخرى، كما خصصت لهم أحياء معينة معزولة، كان يطلق عليها أحياء اليهود، وكانت في مدن معينة مثل لندن ويورك ولينكولن وليستر، وكانت محاطة ببوابات كان لزاما عليهم أن يظلوا بداخلها بعدما يحل الليل. بقيت آثار أحياء اليهود في أسماء الشوارع والمنازل القديمة، التي كان يطلق عليها منازل اليهود، والتي كانت تبنى من الحجارة وليس من الخشب، وهو ما يشهد على تفوق ملاكها في الثروة. كان اليهود، مثل فرسان الهيكل الأثرياء، يتهمون بجرائم مقيتة، كممارسة السحر وما إلى ذلك، وكانوا يعذبون عادة (على يد الملك جون وغيره) لإرغامهم على الكشف عن ثرواتهم وتسليمها. وفي حفل تتويج ريتشارد الأول، ذبح عدد من اليهود، الذين غامروا بالظهور بين الحشود، وسط هياج مفاجئ من الجماهير؛ فقد جعلتهم ملابسهم المميزة، التي ارتدوها في هذا اليوم باختيارهم وليس بالإكراه، هدفا للهجوم. وكان اليهود في تعبيرهم عن كراهيتهم للمسيحيين يسمونهم بأسماء القبائل والأمم التي كانت عدوة لهم في الماضي، مثل الفلسطينيين والإدوميين وغيرهم، ومن أسماء الازدراء الأخرى للمسيحيين كان اسم الإسماعيليين؛ أي المنحدرين من سلالة إسماعيل بن إبراهيم وهاجر؛ ومن ثم ليسوا باليهود الأصليين، الذين كان بإمكانهم دائما الادعاء بانحدارهم من نسل ابن إبراهيم الآخر؛ يعقوب.
أحوال الناس هذه: (1) الخصومة بين النورمان والساكسونيين، (2) والخارجون عن القانون والبارونات، (3) والمخاطر التي تواجه النساء والقساوسة واليهود وجميع غير المحاربين بوجه عام في المجتمع، كلها تقدمها لنا قصة إيفانهو بوضوح. كما يعطينا العدد الكبير لشخصيات الحكاية والتعاقب السريع للأحداث أثر البانوراما، أو سلسلة من الصور المتحركة.
يحتوي النص التالي على جزء مختار من أكثر المشاهد البارزة، والذي يشكل نحو ثلث الرواية الأصلية، التي هي إحدى أطول روايات «وافيرلي»، ولكن حتى قراء هذه النسخة الموجزة لن يجدوا صعوبة في تكوين فكرة واضحة عن مباراة آشبي، وحصار توركويلستون، ومحاكمة ريبيكا وغيرها من الوقائع؛ فالعرض الملخص للأجزاء المحذوفة من القصة المقدم في الهوامش سيمكن القراء من ملء فراغات الحبكة، وآمل أن تجعلهم يرجعون بعد ذلك إلى النسخة الكاملة لمزيد من المعلومات حول الفارس الأسود، وأولريكا، ووامبا، وجيرث، وسيدريك، والشخصيات الأخرى.
سيلاحظ القارئ أن (أ) عددا من الأحداث يقع في الهواء الطلق، وأن (ب) بعض المواقع موصوفة بكثير من التفصيل؛ إذ إن قدرة سكوت على التصوير، ومن ثم وصف الأماكن، هي إحدى مواهبه الأكثر إدهاشا. لم يكن المشهد الإنجليزي مألوفا بدرجة كبيرة له كما كان مشهد بلده الأصلي، ولكنه كان قد زار أجزاء من المقاطعة المدفون فيها إيفانهو؛ فكانت بعض أوصافه، وخاصة لقلعة كونينجسبورج، هي أوصافا أدلى بها شاهد عيان. وتتراوح الأماكن في القصة بين جورفولكس (أي جيرفولكس) آبي في الشمال (يوركشاير) وآشبي دو لا سوج في الجنوب (ليسترشاير)؛ فالأحداث الرئيسة تقع في آشبي وكونينجسبورج (موجودتان) وفي روثيروود، وتوركويلستون، وتمبلستو (غير موجودة)، وكان يتعين على المسافرين من روثيروود العبور عبر شيفيلد في طريقهم إلى آشبي؛ لذا من المفترض أنه لا بد أن تكون الأحداث قد وقعت إلى الشمال قليلا أو الشمال الشرقي لشيفيلد، وبين تلك البلدة وروثيرهام، التي جاء منها اسم روثيروود. أما توركويلستون، فهو اسم لمكان تخيلي مشتق من الاسم الساكسوني «توركويل»، وهو من أسماء الرجال. بالانتقال إلى القلعة، الموصوفة بالكامل، فعلى الرغم من أنه لا يمكن استنتاج موقعها إلا من طول الزمن الذي يستغرقه المسافرون في طريقهم شمالا من آشبي للوصول إليها؛ فقد بنيت على الطراز النورماندي، الذي لا تزال عليه أمثلة حية في المقاطعة. أما تمبلستو، فقد وصفت بإبهام. وثمة منشآت عديدة لفرسان الهيكل في يوركشاير في هذا التاريخ (1194). كما زعم أن لوكسلي تشيس، حوالي ثمانية أميال إلى الشمال الغربي لشيفيلد، كانت محل ميلاد روبن هود، ومنها جاء اسمه البديل «لوكسلي». وكان «قوس روبن هود» معلقا فيما مضى في كنيسة هاثرسيج في ديربيشاير ، وهو الآن محفوظ في قاعة كانون بالقرب من بارنسلي.
ثمة تفاصيل عديدة حول الأنواع المختلفة من الملابس، والدروع التي كانت تلبس، والأسلحة التي كانت تستخدم في تلك الفترة، وفي كل النواحي ثمة دليل على الاهتمام الذي أولاه المؤلف لموضوع علم الآثار القديمة (أو العصور القديمة) في فروعه كافة. يمكن أن توصف رواية «إيفانهو»، في الواقع، من وجهات نظر كثيرة، باعتبارها رواية «أزياء»؛ أي رواية يركز فيها المؤلف على الأحوال، والملابس، والأطعمة، والمنازل، وأساليب الحياة، وما إلى ذلك، لشخصياتها بالقدر نفسه تقريبا الذي يتناول به أفعال تلك الشخصيات ومصائرها. وقد سعى سكوت أن يفعل في زمن ماض ما يسعى من يطلق عليهم الكتاب الواقعيون في وقتنا الحاضر أن يفعلوه في زمننا. بعبارة أخرى، لقد صور لنفسه البيئة المحيطة والعادات، التي تشكل في نهاية المطاف جانبا كبيرا من حياة الناس؛ وذلك من أجل أن يصور بوضوح أكبر الطريقة التي كان يعيش بها الناس في ظل تلك الظروف. ومع ذلك، فقد قال سكوت صراحة عن نفسه إنه لا يدعي الدقة المطلقة في تلك الأمور. وقد استخدم هذه المعرفة التي كانت لديه عن العصور القديمة، التي كانت، بطبيعة الحال، معرفة ضخمة لشخص عاش فترة طويلة (لنقل) في فرنسا؛ ما يجعله، إذا جلب الحياة والشخصيات الفرنسية إلى القصة، أكثر دقة من شخص لم يعبر القنال الإنجليزي قط. ومع ذلك، فإن الشخصيات في «إيفانهو» هي شخصيات حية، وليست مجرد شخصيات عادية ترتدي ملابس رسمية؛ إذ نستمتع بتفاصيل الحصار والموكب الفخم للمباراة، ولكننا نتحمس أكثر لمعرفة مصائر ويلفريد وحلفائه، وينتابنا القلق الشديد حول إنقاذ ريبيكا من المستبدين بها، ونتعرف على سيدريك وجيرث وبقية الأصدقاء الذين نتعرف عليهم.
إن كتابا مثل «إيفانهو» لا يقرأ بغية التعلم، كما نقرأ عن الخصائص الجغرافية لآسيا أو معركة ووترلو، ولكن من خلال المتعة التي نستقيها منه (وهذا ينطبق على جميع الأعمال الأدبية الجيدة) نزيد معرفتنا بما نسميه «الحياة» بمعناها الأوسع والأعم. ففكرة «الفارس المثالي» أو الرجل النبيل كما نطلق عليه الآن، وهو الشخص الذي يكتسب بالولادة والمران وكذلك الشخصية وداعة ورحمة ودماثة ومراعاة لمشاعر الآخرين، وكذلك شجاعة ومهارة في أعمال الرجال، هي فكرة لا تنتمي فقط إلى عصر الفرسان، وإنما لكل العصور. لم يكن سكوت يعتقد أن الناس قد ولدوا متساوين، ولكنه كان يعي النقائص التي كان النبلاء، الذين لا يتمتعون بصفات الفارس المثالي، عرضة لها. وستكشف دراسة لسلوك مجموعة من الفرسان في رواية «إيفانهو» عن تصور الكاتب عن أسمى أنواع الرجولة. وبعيدا عن سحر ريبيكا والتشويق التراجيدي في قصتها، فربما كان من السمات الخاصة لفترة كان العنف الوحشي مقبولا فيها باعتباره أمرا عاديا، أنه كان لا بد من وجود رجل به من صفات الفروسية ما يكفي لحماية حتى اليهوديات البائسات بقوة سلاحه. وعندما نتذكر أن الجزء الأكبر من قصة «إيفانهو» قد أملي بينما كان المؤلف يعاني من ألم مبرح جراء مرض لم يكن من المتوقع أن ينجو منه، فلا بد أن نعده هو أيضا مثالا على السلوك البطولي الذي أعجب به كثيرا ووصفه بأسلوب أدبي بارع. •••
অজানা পৃষ্ঠা
ملحوظة: «الأجزاء المحذوفة من نص الرواية الأصلي مشار إليها باختصار شديد في الهوامش بنهاية الكتاب.»
شخوص الرواية
(1) الشخصيات التاريخية
ريتشارد الأول:
الملقب بقلب الأسد، خلال الجزء الأكبر من حكمه (1189-1199) كان في فلسطين في إحدى الحملات الصليبية (1189-1193) يحارب الأتراك بقيادة سلطانهم العظيم صلاح الدين؛ من أجل أن يسترد للأمم المسيحية القدس وكنيسة القبر المقدس، التي بنيت فوق قبر المسيح. وفي طريق عودته من الحملة الصليبية، وقع في الأسر على يد أرشيدوق النمسا. في القصة، قدم على أنه أتى إلى إنجلترا خفية متنكرا في هيئة «الكسلان الأسود»، أو «الفارس البليد». وقد نزل بالفعل في بلدة ساندوتش جهرا، واستقبله شعبه علانية بترحاب شديد.
جون:
أخوه الأصغر، حاول تكوين طائفة تتبعه آملا في عدم رجوع ريتشارد، وقد تآمر في سبيل تحقيق هذا الغرض مع بعض البارونات ومع فيليب أغسطس ملك فرنسا. (2) الشخصيات الخرافية، أو الشبه التاريخية
لوكسلي:
أو روبن هود، الخارج عن القانون. وردت قصة روبن هود في أغان شعبية ألفت قبل نحو 200 سنة من تاريخ هذه القصة، وربما تشير إلى روبن هود حقيقي عاش في عهد إدوارد الثاني. وقد روت عنه تلك الأغاني الشعبية حكايات في الشجاعة ومآثر رائعة في الرماية كالتي أدتها شخصية لوكسلي.
الراهب:
অজানা পৃষ্ঠা
أو كاهن بلدة كوبمانهورست، عرف في الأغاني الشعبية بالراهب توك، وهو أحد حلفاء روبن هود. جميع الخارجين عن القانون من الساكسونيين. (3) شخصيات غير تاريخية (أ) الساكسونيون
سيدريك:
سيد، أو فرانكلين (مالك أراض)، أو كما يطلق عليه الآن إسكواير، روثيروود. يدعي أنه سليل هيرورد، آخر الإنجليز الذين قاوموا وليام الفاتح، ولكن هيرورد في الواقع لم يخلف سليلا.
ويلفريد:
ابن سيدريك، وفارس إيفانهو. وقد أعطاه ريتشارد الأول ضيعة إيفانهو، ولكن أثناء غيابه في الحملة الصليبية، منحها جون لفرونت دي بوف. كان أول ظهوره كحاج مسعف، ثم في مباراة الفروسية كفارس محروم من الإرث.
أثيلستان:
لورد كونينجسبورج، وهي قلعة في يوركشاير ذات شأن كبير في العصور القديمة. يوصف بأنه سليل إدوارد المعترف، آخر ملك إنجليزي قبل وليام الأول، مع أن إدوارد في الواقع لم يخلف سليلا. وكان المالك الفعلي لكونينجسبورج في هذا الوقت هو وليام دي وارين، حيث منحها وليام الفاتح لسلفه.
روينا:
وريثة ضيعة هارجوتستاندستيدي، وتوصف بأنها سليلة ألفريد العظيم (871-890). وكانت تحت وصاية سيدريك، ويمكن، رهنا بموافقة الملك، منحها للزواج من أي شخص يختاره، وحينئذ تصبح ممتلكاتها ملكا لزوجها. كان ويلفريد يرغب في الزواج منها؛ ومن أجل ذلك طرده أبوه وحرمه من الميراث؛ إذ كان ينوي تزويجها لأثيلستان حتى تسنح الفرصة أمام مزاعمهما المشتركة في استحقاق العرش في إعلاء شأن الساكسونيين.
أولريكا، المعروفة بأورفريد:
অজানা পৃষ্ঠা
ابنة توركيل ولفجانجر، المالك الساكسوني السابق لقلعة توركويلستون. قتل توركيل وأبناؤه على يد والد فرونت دي بوف، وأصبحت أولريكا عبدته والمفضلة لدى ريجينالد، والعدوة اللدود له بعد ذلك.
إيديث:
والدة أثيلستان.
جيرث مربي الخنازير، ووامبا المهرج، وأوزوالد الساقي.
هونديبيرت:
كبير الخدم، خدم سيدريك.
هيج:
ابن سنيل، والخادم السابق لإيزاك اليهودي. (ب) النورمانديون
براين دي بوا جيلبرت:
أحد أعضاء طائفة فرسان الهيكل ، التي أسست عام 1118 بغرض الدفاع عن الهيكل أو كنيسة القبر المقدس. أخذ فرسان الهيكل على أنفسهم نذور الرهبان المعتادة؛ ألا يتزوجوا، وأن يتشاركوا في كل شيء، وأن يطيعوا قائدهم السيد الأعظم دون أسئلة. كما تعهدوا على أن يكونوا جنودا محاربين في الحملات الصليبية، أو الحروب المقدسة. كان حب براين لريبيكا مناقضا لقسم الرهبنة الذي قطعه على نفسه.
অজানা পৃষ্ঠা
والديمار فيتزورس:
يوصف بأنه ابن ريجينالد فيتزورس، الذي كان أحد قتلة توماس بيكيت. لا يعرف في الواقع ما حدث لريجينالد فيتزورس، أو ما إذا كان قد خلف سليلا.
موريس دي براسي:
قائد مجموعة الرفقاء الأحرار، الذين قاتلوا تحت لوائه في سبيل المال، والمغامرة تارة مع أحد الملوك أو أصحاب المقام، وتارة أخرى مع ملك أو صاحب مقام آخر. كان دي براسي ما يطلق عليه عادة الجندي المرتزق. والاثنان مناصران لفصيل الأمير جون.
لوكاس بومانوار:
السيد الأعظم لفرسان الهيكل. وكان الاسم الحقيقي للسيد الأعظم لفرسان الهيكل في هذا الوقت روبرت دي سابليه.
آيمر:
رئيس دير جورفولكس، راهب ثري وكسول. الاسم الحقيقي لرئيس دير جيرفولكس (جورفولكس) في هذا الوقت كان جون برومبتون.
ألبيرت دي مالفوازان، وكونراد دي مونتفيتشيت، وهيرمان أوف جودالريك:
كبار فرسان الهيكل؛ أي الموظفون التالون للسيد الأعظم في السلطة.
অজানা পৃষ্ঠা
ريجينالد فرونت دي بوف:
مالك قلعة توركويلستون.
ريتشارد دي مالفوازان، ورالف دي فيبون فارس سانت جون، وهيو دي جراندميسنيل:
فرسان شاركوا في مباراة الفروسية.
داميان:
إسكواير (ردف) لفرسان الهيكل.
أمبروز:
راهب جورفولكس. (ج) اليهود
إيزاك أوف يورك:
مقرض أموال ثري وبخيل يدعي الفقر للهرب من ابتزاز المسيحيين ووحشيتهم.
অজানা পৃষ্ঠা
ريبيكا:
ابنة إيزاك، وتحب ويلفريد.
بين صامويل:
طبيب وصديق إيزاك.
الفصل الأول
في قاعة لا يتناسب ارتفاعها مع طولها وعرضها البالغين، كانت طاولة طويلة، من ألواح خشنة من خشب البلوط المأخوذ من الغابة تكاد تكون لم تصقل، معدة على أهبة الاستعداد لعشاء سيدريك الساكسوني. ولم يكن السقف، الذي كان مكونا من حمالات وعوارض، يفصل الغرفة عن السماء إلا بالألواح الخشبية والقش. وكانت توجد مدفأة ضخمة في كل طرف من طرفي القاعة، ولكن نظرا إلى أن المداخن كانت مبنية بطريقة غير متقنة على الإطلاق، فكان الكثير من الدخان يدخل إلى الغرفة متسربا من مخرج الدخان. وكانت الأرضية فيما يقرب من ربع طول الغرفة مرتفعة عن بقيتها عبر درج، وكانت هذه المساحة التي كان يطلق عليها المنصة لا يشغلها سوى أفراد العائلة الرئيسيين والزائرين المميزين؛ لذلك وضعت طاولة مغطاة جيدا بقماش قرمزي اللون بالعرض عبر المنصة، حيث امتد من منتصفها تجاه الطرف القصي من القاعة طاولة أطول وأقل ارتفاعا كان الخدم وتابعوهم يتناولون عليها طعامهم؛ فبدت الطاولتان على شكل حرف تي. وكانت الكراسي الضخمة والمقاعد الخشبية الطويلة من البلوط المنقوش قد وضعت على المنصة، وفوق تلك المقاعد والطاولة الأكثر ارتفاعا ثبتت مظلة من القماش، كانت تحمي بعض الشيء الأعيان الذين كانوا يشغلون ذلك المكان المميز من تقلبات الطقس.
وفي مركز الطاولة العليا، كان ثمة كرسيان أكثر ارتفاعا من بقية الكراسي لرب العائلة وربتها، وكان أحد هذين المقعدين يشغله عندئذ سيدريك الساكسوني، الذي شعر عند تأخر عشائه على الرغم من كونه سيدا أنجلوساكسونيا بصبر نافد من ذلك النوع الذي يعتري رؤساء القبائل. وقد بدا من سيماء هذا المالك أنه كان صريحا، لكنه كان متهورا وسريع الغضب. كان رجلا متوسط القامة، ولكنه كان عريض الكتفين وطويل الذراعين وقوي البنية، كمن هو معتاد على تحمل المصاعب. وكان وجهه عريضا بعينين زرقاوين كبيرتين، وملامح صريحة، وأسنان حسنة الشكل، ورأس متناسق. وكان شعره الأصفر الطويل مقسوما بالتساوي على قمة رأسه وعلى حاجبيه، ومصففا لأسفل على كلا الجانبين وحتى كتفيه. ولم يكن به سوى بعض الشيب على الرغم من اقتراب سيدريك من عامه الستين.
كان ملبسه سترة خضراء كخضرة الغابات، مكسوة بالفرو عند الحلق، وبأكمام من فرو السناجب الرمادية. وكان يرتدي هذه السترة المحلولة الأزرار فوق قميص قرمزي اللون كان ضيقا للغاية حتى كاد يلتصق بجسمه. وكان يرتدي بنطالا من القماش نفسه، ولكنه لم يكن يصل أسفل الجزء السفلي لفخذه، تاركا ركبتيه مكشوفتين . أما في قدميه، فقد كان يلبس حذاء خفيفا مربوطا من الأمام بإبزيم ذهبي. كما كان يضع أساور من الذهب في ذراعيه، وطوقا عريضا من المعدن النفيس نفسه حول عنقه. وحول خصره، ارتدى حزاما مرصعا بغزارة، كان مغمودا فيه سيف قصير مستقيم ذو حدين بذؤابة حادة، ويكاد يميل إلى التدلي رأسيا بجانبه.
لم يكن سيدريك في حالة ذهنية شديدة الصفاء؛ لأن الليدي روينا، التي كانت غائبة لحضور تجمع مسائي كبير في إحدى الكنائس البعيدة، كانت قد عادت للتو، وكانت تغير ثوبها الذي بللته العاصفة؛ كما لم تكن ثمة أنباء بعد عن جيرث، مربي الخنازير، وعن شحنته التي كان يجب أن تكون قد عادت منذ وقت طويل من الغابة إلى مأواها. وعلاوة على مسببات القلق هذه، كان السيد الساكسوني ينتظر حضور مهرجه المفضل وامبا بصبر نافد. أضف إلى ذلك كله أن سيدريك لم يكن قد تناول الطعام منذ الظهيرة، وقد فاتت ساعة غدائه المعتادة منذ وقت طويل؛ فظهر استياؤه في جمله المتقطعة، التي كان يتمتم ببعضها لنفسه حينا، ويوجهها للخدم الواقفين حوله حينا آخر؛ فتساءل: «لماذا تأخرت الليدي روينا؟»
ردت إحدى الخادمات: «إنها فقط تغير غطاء رأسها؛ فبالطبع لا ترغب في أن تجلس معك على المائدة بقلنسوتها وثوبها، أليس كذلك؟ ولا يمكن لسيدة في المقاطعة أن تغلب سيدتي في سرعة تغييرها لملابسها.»
অজানা পৃষ্ঠা
قال: «هراء! أتمنى أن تتخير تقواها طقسا أفضل في المرة التالية التي تزور فيها كنيسة القديس جون، ولكن، بحق اللعنة، ما الذي يؤخر جيرث في الحقل كل هذا الوقت؟ لا بد أن مكروها قد أصاب القطيع.»
قال أوزوالد الساقي بتواضع: «لم تكد ساعة تمر منذ دق ناقوس إطفاء الأنوار.»
قال سيدريك متعجبا: «ليأخذ الشيطان الأحمق ناقوس إطفاء الأنوار، والطاغية وريثه، والعبد العديم الرحمة الذي يذكره بلسان ساكسوني على أذن ساكسونية! ناقوس إطفاء الأنوار! أجل، ناقوس إطفاء الأنوار، الذي يجبر الرجال الحقيقيين على إطفاء أنوارهم، فيبدأ اللصوص في عملهم في الظلام! أجل، ناقوس إطفاء الأنوار. يعلم كل من ريجينالد فرونت دي بوف وفيليب دي مالفوازان كيفية استغلال ناقوس إطفاء الأنوار كويليام الفاتح نفسه، أو كما يعرفها أي مغامر نورماندي قاتل في هاستنجز. أظن أنني سأسمع أن خادمي المخلص قد قتل، وأن ممتلكاتي قد أخذت غنيمة، وأن وامبا ... أين وامبا؟ ألم يقل أحد ما إنه خرج مع جيرث؟»
أجاب أوزوالد بالإيجاب. «أجل؟ هذا أفضل وأفضل! لقد اختطف أيضا، الأحمق الساكسوني، ليعمل في خدمة اللورد النورماندي. سأذهب بشكواي إلى المجلس الأعظم؛ فلدي أصدقاء وتابعون، وسأدعو النورماندي للقتال رجلا لرجل.» وصاح بصوت أخفض: «آه، ويلفريد، ويلفريد! لو كنت قد استطعت إحكام عاطفتك المفرطة، لما ترك أبوك في هذه السن كشجرة بلوط وحيدة.»
انتبه سيدريك فجأة من استغراقه في التفكير بفعل نفخة بوق.
وقال: «إلى البوابة أيها الأوغاد! لنسمع الأنباء التي يخبرنا بها ذلك البوق.»
أعلن أحد الحراس قائلا: «إن آيمر رئيس دير جورفولكس، والفارس الكريم براين دي بوا جيلبرت قائد طائفة فرسان الهيكل الباسلة الموقرة، ومعهما حاشية صغيرة، يطلبان الاستضافة والمبيت الليلة؛ كونهما في طريقهما إلى إحدى مباريات الفروسية المقرر عقدها في مكان ليس ببعيد عن آشبي دي لا زوش بعد يومين.»
غمغم سيدريك قائلا: «آيمر، رئيس الدير آيمر؟ وبراين دي بوا جيلبرت؟ كلاهما من النورمانديين، ولكن سواء أكانا من النورمانديين أو الساكسونيين، فلا يجب أن تتهم ضيافة روثيروود بالتقصير؛ لذا فهما مرحب بهما ما داما اختارا التوقف هنا، لكن ترحابي بهما كان سيزيد لو كانا قد اختارا أن يمضيا في طريقهما دون توقف عندنا. اذهب يا هونديبيرت، وأحضر ستة من الخدم، وأرشد الغرباء إلى مأوى الضيوف، واعتن بجيادهم وبغالهم، وانظر إن كان ينقصهم أي شيء. وقل لهم يا هونديبيرت إن سيدريك كان سيرحب بهم بنفسه لولا أنه قد أخذ على نفسه عهدا ألا يخطو أكثر من ثلاث خطوات من منصة ردهته لمقابلة أي أحد لا يشاركه الدم الساكسوني الملكي. انصرف! واخدمهم بعناية.»
غادر كبير الخدم ومعه عدة خدام لتنفيذ أوامر سيده. وأخذ سيدريك يكرر: «رئيس الدير آيمر! يقولون إن رئيس الدير هذا قس متحرر ومرح، ويحب النبيذ وبوق الصيد أكثر من جرس الكنيسة والكتاب المقدس. حسنا، فليدخل المنزل ولنرحب به. ما اسم فارس الهيكل؟» «براين دي بوا جيلبرت.»
قال سيدريك: «بوا جيلبرت؟ بوا جيلبرت؟ لهذا الاسم شهرة واسعة في الخير وكذلك الشر، ويقولون إنه في بسالة أشجع الرجال في طائفته، لكنه موصوم بنقائصهم المعتادة؛ من كبر وعجرفة وقسوة وشهوانية. حسنا، إنها مجرد ليلة واحدة، وهو مرحب به أيضا. يا إلجيثا، أعلمي سيدتك روينا أننا لن ننتظرها الليلة في القاعة، إلا لو كانت تلك رغبتها الخاصة.»
অজানা পৃষ্ঠা
ردت إلجيثا: «ولكنها سترغب في ذلك؛ لأنها تريد دوما أن تسمع آخر الأخبار من فلسطين.»
أجاب سيدريك: «صمتا، يا فتاة. إن لسانك يسبق تفكيرك. أبلغي رسالتي لسيدتك واتركيها تقرر ما ترغب؛ فهنا، على الأقل، ما زالت سليلة ألفريد أميرة.»
الفصل الثاني
استغل رئيس الدير آيمر الفرصة التي أتيحت له في تغيير رداء ركوب الجياد إلى رداء آخر من مواد أكثر قيمة، وارتدى فوقه رداء الكاهن المطرز بغرابة. وأبدل فارس الهيكل قميصه المزرد بسترة من الحرير الأرجواني الداكن المزخرف بالفرو، وأسدل فوقه رداءه الطويل الشديد البياض ذا الطيات الواسعة. وكان صليب طائفته ذو الحواف الثمانية منقوشا على كتف عباءته بقماش مخملي أسود. أما حواجبه، فقد كان يظللها شعر قصير متموج كثيف شديد السواد كسواد الغراب، يتماشى مع بشرته الداكنة على غير المعتاد. ولم يكن يمكن لشيء أن يكون أكثر مهابة ورشاقة من خطواته وطريقته، لولا ما يسودهما من عجرفة.
كان يتبع الشخصين المبجلين خدمهما الخاص، وعلى مسافة أبعد تبعهما مرشدهما، الذي لم يكن في هيئته ما يلفت الانتباه أكثر من كونها مستمدة الثياب المعتادة للحجاج. تبع في تواضع آخر الركب الذي دخل الردهة، وانسحب إلى مقعد طويل وضع في أحد الأركان وأسفل إحدى المدخنتين الكبيرتين تقريبا، وبدا أنه يشغل نفسه بتجفيف ثوبه، حتى يخلو مكان إلى الطاولة بقيام أحد الأشخاص.
قام سيدريك لاستقبال ضيفيه، ونزل من المنصة، وتقدم ثلاث خطوات نحوهما، ثم توقف منتظرا اقترابهما.
قال: «يحزنني يا رئيس الدير الموقر أن قسمي يمنعني من التقدم لأكثر من ذلك على أرضية آبائي هذه، حتى وإن كان لاستقبال ضيوف مثلك، ومثل هذا الفارس الباسل من فرسان الهيكل المقدس، ولكن رئيس خدمي شرح لكما سبب سلوكي الذي يبدو أنه يتنافى مع آداب اللياقة.»
بإشارة من يده جعل ضيفيه يتخذان مقعدين أقل ارتفاعا بعض الشيء من مقعده، ولكنهما وضعا بجواره، ثم بإشارة أخرى أمر بوضع طعام العشاء على الطاولة.
عندما أوشكوا على البدء في تناول الطعام رفع رئيس الخدم، أو القهرمان، عصاه فجأة قائلا: «مهلا! أفسحوا الطريق لليدي روينا.» وعلى الرغم من الشعور بالمفاجأة الذي انتاب سيدريك لظهور الوصي عليها على الملأ في مناسبة كهذه، هرع إلى مقابلتها والترحيب بها بإجلال، مرشدا إياها إلى المقعد المرتفع على يمينه المخصص لسيدة المنزل. وقف الجميع لاستقبالها، وردت عليهم تحيتهم بإيماءة صامتة، وتقدمت برشاقة متخذة مكانها إلى الطاولة. وقبل أن تجلس، همس فارس الهيكل لرئيس الدير قائلا: «لن أرتدي ياقتك الذهبية في مباراة الفروسية. أما نبيذ «شيان» فهو لك.»
رد رئيس الدير: «ألم أقل لك ذلك؟ ولكن انتبه ولا تفرط في إظهار نشوتك بجمالها؛ فالفرانكلين يراقبنك.»
অজানা পৃষ্ঠা
في غير انتباه لهذا التحذير، أبقى براين دي بوا جيلبرت عينيه مثبتتين على الجميلة الساكسونية. كانت روينا تتمتع بملامح هي الأبهى من بين بنات جنسها، وكانت طويلة القامة، وذات بشرة ناصعة البياض، ولكن رأسها وقسماتها اللذين غلب عليهما أسلوب النبلاء قد أزالا عن حسنها أن يكون بلا طعم مثلما تتسم أحيانا الفتيات الفائقات الجمال. وكانت عيناها الزرقاوان الصافيتان تبدوان قادرتين على إشعال النار وإخمادها، وعلى الأمر والنهي واستدرار العطف في الآن نفسه. أما شعرها الغزير، فقد كان لونه بين البني والكتاني، وكان مصففا بطريقة غريبة ورشيقة إلى عدة حلقات، مكونا قطعة فنية أسهمت فيها الطبيعة، وكانت خصلاته مزينة بأحجار كريمة، ولما كانت مسترسلة على طولها برز أصلها النبيل والحر. وكانت ترتدي قميصا طويلا، وفوقه سترة من الحرير بلون البحر الأخضر الباهت، وفوقهما أسدلت ثوبا فضفاضا طويلا قرمزي اللون، وكان مثبتا بجزئه العلوي غطاء رأس من الحرير المجدول بالذهب.
عندما رأت روينا عيني فارس الهيكل لا تكفان عن التحديق فيها، سحبت غطاء رأسها في وقار وغطت به وجهها. لاحظ سيدريك الحركة وسببها، فقال: «سيدي الفارس، إن وجنات عذراواتنا الساكسونيات لم تر الشمس إلا بقدر قليل لا يسمح لهن بتحمل نظرة ثابتة من أحد الصليبيين.»
رد السيد براين: «إن كنت قد أسأت التصرف فعذرا، أو بالأحرى أقدم اعتذاري لليدي روينا؛ لأن تواضعي لن يحملني على الاعتذار لمن هو أدنى.»
قال رئيس الدير: «عاقبتنا الليدي روينا جميعا بتأديبها لصديقي على جرأته. آمل أن تكون أقل قسوة على الحشد الغفير الذي سيلتقي في المباراة.»
قال سيدريك: «إن ذهابنا إلى هناك غير مؤكد؛ فأنا لا أحب هذه التفاهات التي لم يعرفها آبائي عندما كانت إنجلترا حرة.»
قال رئيس الدير: «ومع ذلك لنأمل أن تجعلك صحبتنا تقرر الذهاب إلى هناك؛ فعندما تكون الطرق غير آمنة فإن رفقة السيد براين دي بوا جيلبرت أمر لا يستهان به.»
أجاب الساكسوني: «سيدي رئيس الدير، حيثما أذهب في هذه الأرض فإنني حتى يومنا هذا أجد نفسي في غير حاجة إلى عون من أحد؛ بمساعدة سيفي الجيد وأتباعي المخلصين. سأشرب في صحتك يا سيدي رئيس الدير كأس النبيذ هذه، وأنا واثق من أن مذاقه سيلقى قبولك، وأشكرك على لطفك.»
قال القس: «في ديرنا فقط نتقيد بالحليب المحلى، أما عندما نتعامل مع العالم الخارجي فنحن نتبع طريقته في الحياة؛ لذلك سأقبل نخب نبيذك القوي.»
قال الفارس وهو يملأ قدحه: «وأنا سأشرب نخب الجميلة روينا؛ لأنه منذ أدخلت سميتها الكلمة إلى إنجلترا لم تأت من هي أحق منها بهذا التقدير.»
قالت روينا بوقار ودون أن ترفع حجابها عن وجهها: «أنا في غنى عن مجاملتك أيها الفارس، ولكني سأطلب منك أن تنبئنا بآخر الأخبار من فلسطين.»
অজানা পৃষ্ঠা