الإِسْلَامِ" (١)، وذكر الحديث:
قال الشّيخ ﵀! -: تقديره: يعلمنا إذا أصبحنا أن نقول: أصبحنا على كذا، فحذف القول للعلّم به؛ كما قال تعالى: ﴿وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ (٢٣) سَلَامٌ عَلَيْكُمْ﴾ [الرعد: ٢٣، ٢٤]، أي يقولون: سلام عليكم (٢).
(٨ - ٨) وفي حديث عبد اللَّه قول أبيٍّ [لزرٍّ] (٣):
"كائن تَقْرَأُ سُورَةَ الأحْزَاب؟ "، أو: "كائن تَعُدُّ سورَةَ الأحْزَابِ؟ " فقال: "ثَلَاثًا وَسَبْعِينَ، فقال: قَطُّ" (٤):
قال الشّيخ- ﵀! -: أمّا "كائن" (٥) فاسم فاعل بمعنى "كم"،
_________
(١) حسن: أخرجه عبد الله بن الإمام أحمد في "زوائد المسند"، برقم (٢٠٦٤١). بسند ضعيف جدًّا، ورواه ابن السني بسند حسن، قاله النووي في "الاذكار" (ص ١٤٩) من حديث عبد الرّحمن بن أبزى، كما أخرجه من حديثه أحمد (١٤٩٣٥)، والدارمي (٢٦٨٨) بسند حسن.
(٢) قال السيوطيّ: "قال الشّيخ عز الدين بن عبد السّلام في "أماليه": "على" إذا استعملت نحو قوله تعالى: ﴿أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ﴾ [البقرة: ٥]، تدل على الاستقرار والتمكن من ذلك المعنى؛ لأنّ الجسم إذا على شيئا تمكن منه واستقر عليه" انتهى.
"عقود الزبرجد" (١/ ١١٤ - ١١٥).
(٣) زيادة من ط.
وزر هو: زر بن حُبَاشة بن أوس، إمام قدوة، مقرئ الكوفة، يكنى أبا مريم الأسدي. أدرك أيّام الجاهلية، إِلَّا أنّه لم ير النّبيّ ﷺ، ووفد إلى المدينة في خلافة عثمان، وقابل أصحاب النّبيّ ﷺ. عن عاصم قال: ما رأيت أحدًا أقرأ من زر. مات سنة (٨١ هـ) عن عشرين ومائة سنة.
ينظر ترجمته في: "سير أعلام النُّبَلاء" (٤/ ١٦٦)، و"طبقات ابن سعد" (٦/ ١٠٤)، و"حلية الأولياء" (٤/ ١٨١)، و"تهذيب التهذيب" (٣/ ٣٢١).
(٤) حسن: بلفظ "كأين تعد .. " أخرجه عبد الله في "زوائد المسند"، برقم (٢٠٧٠٢)، وعبد الرزّاق في "المصنِّف" برقم (١٣٣٦٣).
(٥) وقوع كأيٍّ (كأيِّن) للاستفهام نادر عند الجمهور، ولم يثبته غير ابن قتيبة وابن عصفور وابن مالك. قال ابن هشام: واستدل عليه بقول أبيِّ بن كعب لابن مسعود ﵄: "كأيٍّ تقرأ سورة الأحزاب آيةً؟ " فقال: ثلاثا وسبعين.
وأصل هذه الكلمة أنّها اسم مركب من كاف التشبيه وأيٍّ المنونة. ومن لغاتها: "كاء" بورن فاعل - وهي =
1 / 52