٥ - وقوع بعض الوهم من المصنِّف أو النساخ وسكوته عليه:
ومثاله: ما وقع في حديث جبير بن مطعم مرفوعًا: "من يكلؤنا اللَّيلة لا نرقد عن صلاة الفجر ... " ذكر أبو البقاء الأوجه الجائزة في "نرقد"، ثمّ قال: "ويجوز أن يروى بالجزم على جواب الاستفهام، أي: إن يكلؤنا أحد لا نرقد". هكذا، وهذا خطا بين، صوابه: "على جواب الشرط"؛ وذلك ليوافق التقدير الّذي ذكره؛ ثمّ لأنّه ذكر وجه النصب على جواب الاستفهام في صدر كلامه.
هذا، وإني - عَلِمَ اللَّهُ - لم أتعمد تعقب الرَّجل، وعلى أية حال فجزاه اللَّه خيرًا أن أخرج هذا السِّفْرَ من بطون خزانات الكتب، وقدمه لطلاب العلم بهذه الصورة الحسنة، والكمالُ للَّه وحده.
وبعد، فأعوذ باللَّه أن أكون - بهذا الكتاب - كالباحث عن حَتْفِهِ بِظِلْفِهِ، أو كالجادعِ مَارِنَ أنْفِهِ بِكَفِّهِ، فألحق بالأخسرين أعمالًا، الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنّهم يحسنون صنعًا.
وللَّه در البحتري حين قال:
فإنْ عِشْتُ محمودًا فمثلي بَغَى الغِنَى ... لِيكْسِبَ مالًا أو يُنَثَّ لَهُ حَمْدُ
وإنْ مِتُّ لَمْ أظفَرْ فليس على امْرِئٍ ... غدا طالبًا إِلَّا تَقَصِّيهِ والجهدُ
وكتبه
محمّد زكي عبد الديم
وحيد عبد السّلام بالي
1 / 42