============================================================
كتاب اثيات النبومات الخواص الطبيعية تعطي المخصوصين بها اسامي مشتقة منها ، كذلك النبوءة ثابتة من جهة الخواص الطبيعية ، ولا يرى شيئأ من الاشياء الطبيعية من المعادن والنبات ، الحيوان الاول خاصية تميز بذلك الخاصية مما سواه وتقدم له في باب التعريف كالحد الصحيح كذلك كل شخص من اشخاص البشر فيه هيئة . ولو انها تميز ه ما سواه ، ويقوم في باب التعريف كالحد المميز له من غيره ، وهكذا كلي رسول له خاصيته من جهة تأليف الشريعة، ووضع سياسة تميزه بتلك الخاصية عما سواه من الرسل، مثال ذلك ان لخاصية دين اليهود اشياء معدودة تميز نبوءة موسى صلى اله عليه عن نبوءة سائر الرسل ، كذلك لخاصية دين المسيح عليه السلام . ودين حمد صلى الله عليه وسلم اشياء معدودة تميزها بتلك الشرائع عن سائر الرسل كما ميزت بعض الاشياء عن بعض فاعرفه .
واذا تفكرت في الخواص الطبيعية وجدتها فارجة عما توجبه الطبيعة فكأتها اثار روحية تعلقت بالطبيعة لصلاح العالم الجسداني ، ولعجز الطبيعة عن اظهار تلك المصالح من جهة ذاتها ، فلمتا رأت علة الطبيعة وعلمت ان الطبيعة لا تقدر على جميع ما تم به صلاح هذا العالم لمعت اثارها من علة الطبيعة فأظهرت مفاعيل كاملة لصلاح العالم، ومثل ذلك- السقمونيا - حار يابس ، ومن شأن الحر اليابس بطبعه اهلاك البارد والرطب بطبعه ، وانما الحار اليابس المشاكل له . ثم رأينا من خلافه ما وصفنا فانه يهلك الصفراء الي هي حارة يابسة وينقصها وقد علمنا انه انما تفعل ذلك السقمونيا بخاصيته لا بطبعه ، فقلنا: ان ثلك الخاصية اثر تعلق به من علة طبعه ليظهر بذلك الاثر صلاح بعض البشر عند وقوع الحاجة اليه، وهكذا لجميع الخواص اثار متعلقات بالطبائع من علتها لاظهار المصالح الجسدانية . كذلك قول ان خاصية بعض الرسل التي في التبوءة اثر لمع من السابق في النفس الناطةة يظهر بذلك الاثر صلاح العالم الروحاني لحياة الانفس الجزئية المتحدة بالاجساد الكثيفة الظلمانية ، فإذا كان تعلق اثار النفس بالطبيعة المسماة خواص الطبيعة لظهور مصالح العالم الجداني حكمه وفضله فكذلك تعلق اثار الطبيعة السابق بالنفس المسماة نبوءة لظهور مصالح(1 العالم الروحاني ايضا حكمة وفضيلة .
(1) وردت في نسخة س صوالح.
পৃষ্ঠা ১১৮