============================================================
وكان رحمه الله كثير الحياء ، عظيم التواضع لأهل التواضع ، محب للخير، يميل الى الفقراء اكثر ما يميل الى أهل الثراء، وكثيرا ما نعي عباد الدينار لجشعهم وحرصهم ناصرا للحق وحليف الانصاب وكان لطيف المعشر ساعة الرضى، يقتبس منه الجليس النادرة اثر الشاردة ، ولا يكاد يمل مجلسه، يورد النكتة في خلال حديثه ، فيطرب لها السامع ولا يكاد ينساها(29) ت لقد كان رحمه الله مثال البساطة الأعلى في جميع أحواله، فاذا دخن المرء بيته يتخيل انه في مسجد من مساجد العهد القديم، فلا يرى غير كر اس بسيطة مبرقشة بالخام الابيض والازرق ،وفي زواياه كتب مبعثرة ، لاخزانة تحفظها، وكان له خادم لا يكلفه اكثر من حراسة البيت ورش المجلس في أيام الصيف (110 أما طعامه فلينة الضيف وعجالة الرباكب يقنع بما تيسر، ويملأ بطنه الشيء النزر ، وكان يوزع كل ما يهدى اليه على أصحابه وذوي قرابته واحبائه والى الفقراء والمساكين ولا يأكل منها الا الشيء القليل (31) .
وكان بعيدا عن التأنق في المجلس ، قال الأب انستاس الكرملي : * رأيته بعد الاحتلال يلبس حذاء من أحذية جند الآنكليز، وكانت باع رخيصة فقلت له : يا مولاي أراك تلبس في رجلك ما لم يرد ان يلبسه الانكليز انفسهم لضخامة هذه الاحذية وشكلها الدميم وللجلبة التي تحدتها اذا ما سار بها المرء فقال : اني أقنع بما بين يدي يقع ، (2 0(320 (29) اعلام العراق السابق (30) اعلام العراق 123 (31) المصدر السابق 124 (34) اعلام العراق 196
পৃষ্ঠা ১৯