[فصل في جهاد علي(ع)وحروبه أيام رسول الله (ص)]
(فصل) فأما الجهاد الذي ثبتت به قواعد الإسلام واستقرت بثبوتها شرائع الملة والأحكام فقد تخصص منه أمير المؤمنين(ع)بما اشتهر ذكره في الأنام واستفاض الخبر به بين الخاص والعام ولم تختلف فيه العلماء ولا تنازع في صحته الفهماء ولا شك فيه إلا غفل لم يتأمل الأخبار ولا دفعه ممن نظر في الآثار إلا معاند بهات لا يستحيي من العار.
[جهاد أمير المؤمنين(ع)في غزوة بدر]
فمن ذلك: ما كان منه(ع)في غزاة بدر المذكورة في القرآن وهي أول حرب كان به الامتحان وملأت رهبتها صدور المعدودين من المسلمين في الشجعان وراموا التأخر عنها لخوفهم منها وكراهتهم لها على ما جاء به محكم الذكر في التبيان حيث يقول جل جلاله فيما قص به من نبئهم على الشرح والبيان كما أخرجك ربك من بيتك بالحق وإن فريقا من المؤمنين لكارهون يجادلونك في الحق بعد ما تبين كأنما يساقون إلى الموت وهم ينظرون في الآي المتصلة بذلك إلى قوله تعالى ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطرا ورئاء الناس ويصدون عن سبيل الله والله بما يعملون محيط بل إلى آخر
পৃষ্ঠা ৬৭