ورض عنهم كما رضى أبو الحسن ... * ... أو قف عن السب إن ما كنت ذا حذر ما لفظه : قال المنصور بالله عبدالله بن حمزة : ولا يمكن أحد أن يصحح دعواه على أحد من سلفنا الصالح أنهم نالوا من المشايخ أو سبوهم , بل يعتقدون فيهم أنهم خير الخلق بعد محمد وعلي وفاطمة صلوات الله عليهم وسلامه , ويقولون : قد أخطؤوا في التقدم , وعصوا معصية لا يعلم قدرها إلا الله سبحانه , والخطأ لا يبرأ منه إلا الله وحده { وعصى آدم ربه فغوى }(1) فإن حاسبهم فبذنب فعلوه وإن عفى عنهم فهو أهل العفو وهم يستحقونه بحميد سوابقهم اه .
الثالثة : قال المؤيد بالله يحيى بن حمزة عليه السلام في آخر التصفية ما لفظه : تنبيه : إعلم أن القول في الصحابة على فريقين :
القول الأول : مصرحون بالترحم عليهم والترضية , وهذا هو المشهور عن أمير المؤمنين , وعن زيد بن علي , وجعفر الصادق , والناصر للحق , والمؤيد بالله , فهؤلاء مصرحون بالترضية والترحم والموالاة , وهذا هو المختار عندنا , ردا للفاعلية , وذكرنا أن الإسلام مقطوع به لا محالة , وعروض ما عرض من الخطأ في مخالفة النصوص ليس فيه إلا الخطأ لا غير , وأما كونه كفرا أو فسقا , فلم تدل عليه دلالة شرعية , فلهذا أبطل القول به , فهذا هو الذي نختاره ونرتضيه مذهبا , ونحب أن نلقى الله به ونحن عليه .
الفريق الثاني : متوقفون عن الترضية والترحم , وعن القول بالتكفير والتفسيق , وهذا دل عليه كلام القاسم والهادي وأولادهما , وإليه أشار كلام المنصور بالله , فهؤلاء يحكمون بالخطأ ويقطعون به ويتوقفون في حكمه .
فأما القول بالتكفير والتفسيق في حق الصحابة , فلم يؤثر عن أحد من أكابر البيت وأفاضلهم , كما حكيناه وقررناه , وهو مردود على ناقله اه .
পৃষ্ঠা ৩