وقالوا: أكله الدهر، وتعرقة الزمان. قال العباسي بن مرداس السلمي
أبا خراشة أما أنت ذا نفر ... فإن قومي لم تأكلهم الضبع
وقوله: (ونستحب له أن يدع في كلامه التقعير والتعقيب) قال أبو علي: التقعير: أن يتكلم بأقصى قعر فمه. يقال: قعر في كلامه تقعيرًا. وهو مأخوذ من قولهم: قعرت البئر وأقعرتها: إذا عظمت قعرها. وإناء قعران، إذا كان عظيم القعر، فكأن المقعر: الذي يتوسع في الكلام ويتشدق. ويجوز أن يكون من قولهم: قعرت النخلة فانقعرت: إذا قلعتها من أصلها، فلم تبق منها شيئًا. فيكون معنى المقعر من الرجال الذي لا يبقى من الفصاحة والتشدق إلا أتى عليها.
والتقعيب: أن يصير فمه عند التكلم كالقعب، وهو القدح الصغير وقد يكون الكبير.
وقوله: (أن سألتك ثمن شكرها وشبرك) أنشأت تطلها وتضهلها): الشكر: الفرج. والشبر: النكاح. يقال: شبر الفحل الناقة: إذا علاها. وفي الحديث أنه نهى عن شبر الفحل، والمعنى عن ثمن شبر الفحل، فحذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه.
وقوله: (أنشأت): أقبلت وابتدأت. ومنه يقال: أنشأ الشاعر يقول كذا. ومنه قول الراجز:
1 / 110