تأمنن فزاريا خلوت به ... على قلوصيك واكتبها بأسيار
وكان بنو فزارة ينسبون إلى غشيان الإبل.
وقوله: (وأراد الأحنف أن قريشًا كانت تعير بأكل السخينة) هكذا رويناه عن أبي نصر، عن أبي علي البغدادي. وهذا يخالف ابن قتيبة في هذا الكتاب، لأنه قال: وتقول: عيرتني كذا، ولا تقول: عيرتني بكذا. وأنشد للنابغة.
وعيرتني بنو ذبيان خشيته ... وهل على بأن أخشاك من عار
وقد تأملته في عدة من النسخ المضبوطة الصحاح، فوجدته بالباء. والصحيح في هذا أنهما لغتان، وإسقاط الباء أفصح وأكثر والحساء والحسو: لغتان. والعجف: الضعف والهزال. وأراد بالمال هاهنا: الحيوان. وكذا تستعمله العرب في أكثر كلامها.
وقد يجعلون المال اسمًا لكل ما يملكه الإنسان: من ناطق وصامت. قال الله تعالى: ﴿وَلاَ تُؤْتُوا السُّفَهَاء أَمْوَالَكُمُ﴾ وقال ﴿وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ﴾ فالمال في هاتين الآيتين عام لكل ما يملك، لا يخص به شيء دون شيء. وكلب الزمان! شدته. وأصل الكلب: سعار يصيب الكلاب، فضرب بذلك مثلًا للزمان الذي يذهب بالأموال، ويتعرق الأجسام، كما سموا السنة الشديدة ضبعًا، تشبيها له بالضبع.
1 / 109