وأضحية ولم يضح بها. وقال الله تعالى ﴿إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ﴾ وقال ﴿إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا﴾ وإنما يعصر العنب وهذا النوع في كلام العرب كثير. والعجب من إنكار أبي حاتم إياه مع كثرته. وقد فرق قوم بين الميت بالتشديد، والميت بالتخفيف. فقالوا: الميت بالتشديد: ما سيموت، والميت بالتخفيف: ما قد مات. وهذا خطأ في القياس، ومخالف للسماع.
أما القياس، فإن ميت المخفف إنما أصله ميت فخفف. وتخفيفه لم يحدث فيه معنى مخالفًا لمعناه في حال التشديد، كما يقال: هين وهين، ولين ولين، فكما أن التخفيف في هين ولين لم يحل معناهما، فكذلك تخفيف ميت.
وأما السماع فإنا وجدنا العرب لم تجعل بينهما فرقًا في الاستعمال، ومن أبين ما جاء في ذلك قول الشاعر:
ليس من مات فاستراح بميت ... إنما الميت ميت الأحياء
وقال ابن قنعاس الأسدي:
ألا يا ليتني والمرء ميت ... وما يغني عن الحدثان ليت
1 / 106