له به رده على صاحبه، فإنه يرده، ولا يرد ما استغله منه، لأنه كان ضامنًا له لو تلف عنده، قبل ظهور العيب به.
وقوله: (وجرح العجماء جبار) العجماء: البهيمة، سميت عجماء لامتناعها من الكلام، والجبار: الهدر الذي لا دية فيه. ومعناه: أن كل حدث أحدثته الدابة، هدر، لا دية فيه، إذا لم يكن معها قائد ولا راكب، ولا سائق فإن كان معها واحد من هؤلاء، كان مأخوذًا بما أحدثته، إلا فيما لا يمكنه منعها منه، كالركض بالرجل. وقد جاء في الحديث: الرجل جبار.
وقوله: (ولا يغلق الرهن) يقال: غلق الرهن، وذلك على وجهين: أحدهما: أن يضيع عند المرتهن أو يمسكه عن صاحبه، ولا يصرفه عليه. وهذا المعنى هو المراد بالحديث. وذلك أن الرجل في الجاهلية، كان يبيع السلعة من الرجل فيرغب إليه المبتاع أن يؤخره بالثمن إلى أجل معلوم، فيأبى البائع من تأخيره إلا برهن يضعه عنده. فإذا رأي الرهن يساوي أكثر مما له عنده، أمسكه بما له قبله، ولم يصرفه عليه، فهذا أحد المعنيين. والآخر أن الرجل كان يرهن الرهن ثم لا يريد أن يفكه إذا رأى أن رهنه لا يساوي القيمة التي عليه. وهو عكس القول الأول. وكلاهما قد فسر به الحديث، وإن كان التفسير الأول أظهر
1 / 88