صارت في رأس الجدي، كانت في أبعد بعدها عنا، وكانت حينئذ قوس النهار أصغر ما يكون، وقوس الليل أعظم ما يكون، فيكون ذلك اليوم أقصر الأيام عندنا. ثم تأخذ في الإقبال إلى الشق الشمالي فتدنو كل يوم منا، وتبدأ قوس النهار التي نمر عليها الشمس تعظم، وقوس الليل تصغر، فيزيد في طول النهار بقدر ما يزيد في قوسه، وينقص من الليل بقدر ما ينقص من قوسه.
فلا تزال كذلك إلى أن تنتهي إلى رأس الحمل، فتتوسط المسافة التي بين رأس الجدي ورأس السرطان، وتتساوى قوس النهار وقوس الليل في العظم، فيكون ذلك سببًا لتساوى الليل والنهار.
ثم تجوز رأس الحمل مقبلة نحونا، والنهار أخذ في الزيادة لزيادة عظم قوسه، والليل آخذ في النقصان، لزيادة صغر قوسه، إلى أن تنتهي إلى رأس السرطان، فتنتهي قوس النهار إلى غايتها في العظم، فيكون ذلك اليوم أطول يوم عندنا. وتتناهى قوس الليل في الصغر، فتكون تلك الليلة أقصر ليلة عندنا.
ثم تبدأ بالرجوع نحو الشق الجنوبي مدبرة، فتبدأ قوس النهار تصغر، وقوس الليل تعظم، فينقص من النهار بقدر ما ينقص من قوسه، ويزيد في الليل بقدر ما يزيد في قوسه.
فإذا انتهت إلى رأس الميزان، وصارت متوسطة من المسافة التي بين
1 / 86