الدائرة. والذي يحيط به خطان مقوسان نوعان: أحدهما يسمى الشكل الهلالي، وهو أن تكون حدبة إحدى القوسين تلي أخمص القوس الأخرى. والآخر: يسمى الشكل البيضي، وهو أن يكون أخمصا القوسين متقابلين.
وأما السطوح التي بها أكثر من خطين مقوسين فإنها غير متناهية، وأولها المثلث.
وقوله: (وكانت العجم تقول: من لم يكن عالمًا بإجراء المياه وحفر فرض المشارب) إلى آخر الفصل، من طريف أمر هذا الرجل رحمه الله تعالى أنه نهى قارئ كتابه أولًا عن النظر في شيء من العلوم القديمة، وسماها هذيانا ثم جعل بعد ذلك يرغبه فيها، وكأنه كره أن يكون هو الآمر بذلك، فيتناقض قوله، فنسب ذلك إلى العجم.
والمشارب: جمع مسرب، وهو شاطئ النهر الذي يشرب منه الدواب، ويستقي منه الناس. والفرضة: المدخل إلى النهر.
وقال الخليل: الفرضة: مشرب الماء من النهر. والفرضة: مرفأ السفينة. والمهاوي: جمع مهوى ومهواة، وهو ما بين أعلى الجبل وأسفله وكل مكان عميق يهوى فيه، فإنه مهوى ومهواة.
وقوله: (ومجارى الأيام في الزيادة والنقصان). معرفة هذا الذي قال: لا تكون إلا بعد معرفة هيئة الفلك ونصبة العوالم، والعلة في ذلك على ما يذكرون تردد الشمس ما بين رأس الجدي، ورأس السرطان، مدبرة عنا تارة، ومقبلة إلينا تارة، وبترددها ما بين هذين الحدين، تعظم قسي النهار مرة، وتصغر مرة، فيكون ذلك سببًا لطول النهار وقصره. وذلك أن الشمس إذا
1 / 85