بالفاء، فالهاء في به تعود على مغفل التأديب. أي إن رجعت به همته إلى النظر بعد إعراضه عنه.
وقوله: (أو استظهر له بإعداد الآلة لزمان الإدالة أو لقضاء الوطر عند تبين فعل النظر): الوطر: الحاجة. والإدالة: مصدر أديل العامل من عمله إذا صرف عنه وعزل. يقول: يكون كتابي هذا معدًا مذخورًا لمغفل التأدب الذي شغله جاهه، وما أدرك من المنزلة عند الملوك، عن القراءة والنظر، فإذا عزل عن عمله قرأه، واستدرك ما كان ضيعه. وإن ظهر إليه فضل النظر وهو في جاهه وحرمته، قضى منه وطرة.
وقوله: (وألحقه مع كلال الحد ويبس الطينة با لمرهفين، وأدخله وهو الكودن في مضمار العتاق): هذه أمثال ضربها لقارئ كتابه. والمرهف: السيف الحديد. والكلال والكليل: الذي لا يقطع، فضرب ذلك مثلًا للبلادة والذكاء. وكذلك يبس الطينة: مثل مضروب لنبو الذهن عن قبول التعلم وأصل ذلك أن الطين إذا كان رطبا ثم طبع فيه قبل نقش الطابع، وإذا كان يابسًا لم يقبل النقش. والكودن: البغل. والمضمار: الموضع الذي تدرى فيه الخيل وذكر ابن قتيبة في باب المصادر من هذا، الكلال إنما يستعمل في الإعياء، وأن السيف إنا يقال فيه كل بكل يكل كلة. وخالف في كلامه هاهنا ما قاله هناك فاستعمل الكلال في السيف، وهو غير معروف.
وقوله: (فعرف الصدر والمصدر) ... إلى آخر الفصل الصدر: الفعل والمصدر: الحدث فكلاهما اسم الفعل. وسمى حدثا لأن الشخص
1 / 78